أفرزت أحداث أرامكو واقع جديد يتطلّب تغيير الإستراتيجية السابقة في الحرب والتفاوض في المستقبل بعد التأكد ضلوع ايران في ذلك وهذا الواقع سيجبر كل الأطراف تغيير شامل وهو ما سيحصل بالتأكيد .
هذا الواقع جاء نتج عن :
1_ استهداف معامل أرامكو في أبقيق وخريص 2_ إعلان الحوثيين الأخير على الاستيلاء على 3 ألوية من قوات الشرعية وكتيبة سعودية دفعة واحدة نُشِر ذلك مقرون بالصوت والصورة .
ومهما كانت التباينات في الآراء بين مصدق ومشكك إلا أن الإعلام العالمي تناولها بجدية خاصة بعد أن أظهرت تسجيلات وصور ومشاهد مئات الأسرى وعشرات العربات في قبضة الحوثيين .
المهم أن تفاقم الأزمة بعد ضرب ارامكو بين السعودية وأمريكا من جهة وايران من جهة أخرى سيفرض واقع جديد يحدد مسار أي تسوية مُقبله في اليمن ، حتى وإن خفت حدتها الآن بعد أن تراجعت التهديدات العسكرية وبدأ الحديث عن حل دبلوماسي آخذين في الحسبان خطورة أي مواجهة عسكرية مع إيران على امداد الطاقة في العالم .
نعتقد ان الواقع الجديد سيتجه الى تسوية إجبارية للأزمة في اليمن مما يحتم على القيادات الجنوبية أن يكون لها حضور فاعل في أي تسوية مستقبلا .
فهل تلك القيادات قادرة على تحقيق مطالب شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة استقلاله من خلال التفاوض ؟
وهل تستطيع حجز موقعها في التسوية المقبلة معتمدة على التفويض الشعبي لها ؟
هذه الأسئلة يجب أن تجيب عليها تلك القيادات وان يكون لها حضور فاعل لأن التفاهم السعودي الايراني الأمريكي بات قريبا جدا .
قضية الجنوب لابد ان تكون حاضرة بقوة على طاولة التفاوض بين الكبار التي يتم الإعداد لها في هذه الأثناء ، وان تطرح حرفيا كما هو التفويض الشعبي (حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه دون وصاية) .
على القيادات الجنوبية أن تعي مسئوليتها التاريخية تجاه الشعب وان تتحمل تلك المسئولية بحس وطني كبير بعيدا عن مصالح الافراد الشخصية أو المحاصصة المناطقية، أن توحد كلمتها لتكون قوية وتطرح مطالب الشعب في الجنوب بقوة على الطاولة الثلاثية المقبلة (امريكا والسعودية وايران) .
التسوية المقبلة هي اخطر مرحلة تمر بها القضية الجنوبية وإذا اُهمِل حلها فسيكون اي حل او تسوية لمشاكل الإقليم ناقصة وسيبقى التوتر يهدد امن المنطقة برمتها .
شعب الجنوب لن يرضى بعد اليوم أن يبقى تابعا أو ملحقا وسيواصل النضال من اجل الحصول على حقوقه المشروعة ولن يبقى مرتهناً لأنظمة صنعاء القبلية العفاشية أو الأسرية الحوثية أو الحزبية الإصلاحية.
نتمنى على السعودية أن تقف مع الحق الجنوبي والا تخشى تهديد قوى الشمال بالوقوف ضدها مع الحوثي، فهم اصلا معه وهم يقيمون في الرياض وتنفق عليهم ،واكبر دليل على ذلك تسليمهم 3 ألوية عسكرية بعتادها للحوثي ؛ ولا اعتقد أن المملكة تحتاج دليل اكبر من هذا لن يكون إيٍ منهم في صفها ضد إخوانه أبداً.
عبدالله سعيد القروة
2 أكتوبر 2019م