إن عبارة تقاسم الثروة والسلطة تكاد تجعلني أتميز من الغيض حين اسمعها ، وهذه العبارة لا زالت تلوكها ألسنة الاحتلال اليمنية ((الشمالية)) وبعض من الألسنة الجنوبية المرتبطة مصالحها بالاحتلال .
أولا على الجميع أن يفهم إننا عندما وطأت أقدامنا صنعاء في 22 مايو 90 ، كانت عيوننا على فلسطين ومسجدها الأقصى وعلى سبتة ومليلية في المغرب الأقصى .
ولكن حالت القوى المتنفذه في الشمال والقوى الداعمة لها إقليميا ودوليا دون تحقيق طموحاتنا ، التي لم تكن إلا طموحات أمة تحمل أعظم رسالة في التاريخ حملها إياها الله إلى العالمين .
وبعد إن تمت هزيمتنا في 7 يوليو 1994 وتشتتنا في بقاع الأرض ، واحتلت ارضنا بأسوى احتلال استيطاني متخلف عرفته البشرية عبر عصور التاريخ ، حيث وضع الجنوب أرضا وانسانا بين قضبان زنازين هذا الاحتلال الاستيطاني المتخلف على مدى أكثر من ربع قرن ، وبالرغم من مقاومتنا لهذا الاحتلال الاستيطاني المتخلف وتحريرنا أجزاء من وطننا ، لازالت عبارة تقاسم الثروة تلوكها الألسنة ونحن نعلم انهم يعنون بتلك الثروة ثروة الجنوب ، حيث أني عندما اسمع هذه العبارة يتبادر سريعا الى ذهني السؤال التالي : لماذا نتقاسم ثرواتنا مع الآخرين ، في حين أن كل الدول توزع ثرواتها على شعوبها فقط .
ماذا اعطوننا إخواننا في الجهورية العربية اليمنية مقابل هذه الثروات التي ينهبونها؟ هل هناك شي اعطونا اياه غير الحروب والفساد والإرهاب والتخلف والفقر والمرض والجهل ، واعادتنا إلى الجاهليه الأولى .
إذا كان لابد من أن نتقاسم الثروة مع أحد ، اكيد انا سنتقاسمها مع دولة توفر الحماية وتساعدنا في التطور على مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ، واكيد أن هذه المواصفات والمقاييس لا تنطبق على الجمهورية العربية اليمنية ، ولكنها قد تنطبق على بريطانيا ، أو على المملكة العربية السعودية ، أو دولة الإمارات العربية المتحدة ، أما تقاسمها مع الجمهورية العربية اليمنية فتلك إذن قسمة ضيزى .
*- بقلم : سالم صالح بن هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه 27 9 2019