لا شك إن القلم هو السلاح الأساسي في معركة الوجود للأمم والدول عبر عصور التاريخ ، وهو من يوجه كل الأسلحة الأخرى إلى ساحات المعارك بالوسائل الماديه والبشريه ، وهو من يحدد أهدافها التكتيكية والاستراتيجية .
فكل من يقرأ تاريخ الحروب عبر عصور التاريخ ، يجد إنه يسبق أي حرب حروب فكريه ، وما استخدام مختلف الأسلحة والعتاد والموارد الماديه والبشريه ، إلا لتعبير عن هذه الحروب الفكريه بين الدول والامم عبر عصور التاريخ .
لهذا نجد إن أي تفكير جديد ، يواجه بحرب فكريه مضاده ، وقد رأينا إن حتى الأديان تواجه بمثل هذه الحروب الفكريه المضادة ، والتي احيانا تعبر عنها الحروب بواسطة الوسائل الماديه والبشريه .
لهذا فإن القاده الحقيقيون للحروب ، هم الأنبياء والرسل والفلاسفة والمفكرون والكتاب نثرا أو نظما ، وليس أولئك الذين يقبعون في غرف العمليات الحربيه ، أو في كبائن الطائرات والدبابات والبوارج ، او قادة الكتائب والالويه الذين يقودون المعارك على الارض .
كما انا نجد أن الانتصار هو انتصار الفكره التي تقاتل تحت اضواءها ، وليس الانتصار هو انتصارك في معركة الوسائل الماديه والبشريه ، وان الهزيمه ايضا هي ايضا هزيمة الفكره التي تقاتل تحت اضواءها ، وليس هزيمتك في معركة الوسائل الماديه والبشريه .
لهذا نرى الكثير من الدول تنتصر في معارك الوسائل الماديه والبشريه ، ولكنها سريعا ما تضعف وتوهن ثم تنهار وتنهزم ، نتيجة هزيمة الفكره التي تقاتل تحت اضواءها ، وكذا نجد الكثيرمن الدول التي تهزم في معارك حروب الوسائل الماديه والبشريه ، ولكنها تقوم وتنهض من جديد أكثر قوة من ما قبل ، نتيجة انتصار الفكره التي تقاتل تحت اضواءها ، والأمثلة كثيرة على ذالك في تاريخ الحروب بين الأمم والدول عبر عصور التاريخ .
*- بقلم : سالم صالح بن هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه