إن البيان الصادرعن المجلس الانتقالي الجنوبي في يوم الخميس 15 أغسطس عقب مليونية التمكين والثبات المؤيدة انتصار عدن ، المطالبة قيادة الانتقالي الجنوبي بعدم التنازل عن تلك الانتصارات ، وعدم الخضوع لأي ضغط إقليمي أو دولي قد يحاول إعادة الفسدة والإرهابين والناهبين والمشرعنيين للاحتلال إلى عدن تحت أي مسمى .
كل ما احتواه ذلك البيان من مقدمة واستراتيجية سياسية واضحة المعالم المستوحاة من طموحات وأحلام واستحقاقات أبناء الجنوب ، وتعهده الكامل في تنفيذها وجعلها حقيقة على الواقع الجنوبي تؤكد تأكيدا مطلقا ليس فيه لبس أو شك أو تهاون إن الانتقالي الجنوبي قد استطاع أن ينتقل من كونه كيانا نضاليا إلى أن يكون سلطة فعلية حقيقية على الأرض ، دون منازعة ودون مشاركة لأي طرف سياسي آخر يمثل ماتسمى الشرعية اليمنية أو أي دولة آخرى.، وبه أيضا يكون الانتقالي قد وضع نفسه في موضع الدولة المستقلة وعلى عاتقه تكمن مسؤولية إدارة جميع شؤونها بقدرة فائقة ، ووفق تنفيذه جميع التزاماته التي اوردها في بيانه ، وهذا يبين صدق واخلاص الانتقالي في نضاله خلال الفترة التي عقبت تأسيسه ، كما يبين صدق اقدامه على إقامة وبناء دولة جنوبية مستقلة حديثة ومستقرة .
إلى جانب ذلك يكون البيان قد حسم الأمر مسبقا في تلبيته لأي دعوات إقليمية أو دولية إلى التحاور او إلى التفاوض أنها ستكون على اساس استعادة الدولة الجنوبية والاعتراف بها فقط ، ولايكون هناك أي نجاح لأي تحاور او أي تفاوض بغير تحقيق ذلك ، وهذا بحد ذاته يكون قد قطع نهائيا بصيص الأمل على ماتسمى الشرعية في التحاور مع الانتقالي على اساس عودتها إلى العاصمة الجنوبية عدن لممارسة عملها كما كانت عليه في السابق ، وهذا يعني إنه لايمكن أن يكون هناك تحاور مباشر بين الانتقالي وبين ماتسمى الشرعية .
كما إن البيان قد قطع السبل على كل المتربصين وكل المتسلقين وكل الحاقدين وكل الفتانين من أن يجدوا فراغا او مكانا يستطيعون من خلاله ممارسة هواياتهم في التدليس والتحريش والتحريض وإذكاء فتنة المناطقية ، أو من إتخاذ القضية الجنوبية هدف لضرب الجنوبيين بعضهم ببعض ، لحيث وإن بيان الانتقالي قد احتوى وشمل على كل المتطلبات والحاجات والأهداف الوطنية و الخدمية ، ووضع الحلول والمعالجات لكل المشاكل الشائكة ، والألتزام بتنفيذها وتحقيقها بما يلبي رغبات وتطلعات كل الجنوبيين دون انتقاص من أحد او فئة أو منطقة .
وبما إن بيان الانتقالي قد شمل على أشياء ورغبات شعبية ووطنية كبيرة جدا قد تغنت بها حكومات وأنظمة سابقة إلا إنها فشلت في تحقيقها ، فإن المهمة أمام الانتقالي ليس سهلة ولا بسيطة ، لهذا فإنه يتطلب منه ومن قياداته المحلية الكبيرة والصغيرة ومن عامة الجنوبيين أن يبذلوا أقصى جهدهم حتى لايفشلوا ، وأن يكونوا يد واحدة في تكاتفهم وتعاونهم