من يعتقد بأن الجنوب سيأتي بدعوة الوالدين أو بالقاء الخطب البلاغية أو عن طريق مارثون إلتقاط الميكرفونات وإعتلاء المنصات فهو بكل تأكيد واهم ولا يدرك ماهية المتطلبات الحقيقية التي تقتضيها قيام الدولة الجنوبية وما هو الثمن الذي يحتم على الجنوبيين تقديمه مقابل قيام دولتهم التي لن ترى النور ولن تقوم لها قائمة إلا في حال أقتنعنا سلفا بضرورة وحتمية تقديم المزيد من التضحيات والمزيد من الدماء التي من دونها لن نستطيع أن نصنع لأنفسنا كيانا سياسيا مستقلا يليق بنا ويليق بكل تضحياتنا الجسيمة والغالية التي قدمها الشعب الجنوبي طوال سنوات نضاله الماضية في سبيل إنتصار إرادته الحرة وفرضها على كامل التراب الجنوبي الذي مازال ينتظر وبشغف كبير لما سيتمخض عنه المعترك البطولي الذي تخوضه حاليا الإرادة الجنوبية التي أعلنت مؤخرا ودون تردد أو خوف الدخول في مواجهة شرسة مؤجلة مع نظام الاحتلال وقوى الإستكبار لتخليص الجنوب من دنس هذا المحتل الغاشم ورفع الظلم عن كاهل الجنوبيين الذين أغرقهم الاحتلال في بحر من الاستبداد والاستعباد والحرمان من كافة حقوقهم التي كفلتها كافة الشرائع السماوية ودافعت عنها كافة المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية التي كفلت للناس العيش في ظل حياة حرة وكريمة أفتقدها كل جنوبي نتيجة الممارسات القذرة التي فرضها الاحتلال على أبناء الجنوب الذين غابت عن قاموس حياتهم كل معاني الحرية والعدالة التي لا نجدها إلا على مانشتات الصحف أو عبر وسائل الاعلام المأجورة التي دأبة علي تجميل الوجه القبيح للإحتلال المتمثل بشرعية هادي ومن لف لفهم من التنظيمات الارهابية والمتطرفة والمتحالفة مع الشرعية ...
ينبغي ان ندرك كجنوبيين بأن الثمن الذي سيتحتم علينا دفعه في هذا المعترك الذي تجترح مآثرة جماهير شعبنا الجنوبي في أكثر من جبهة والذي بدأت بوادر نجاحه في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة تلوح بالأفق لن يكون بأي حال أكثر من الثمن الذي سيدفعه الجنوبيين في حال تأجل الحسم والذي ستكون له عواقب وخيمة ونتائج كارثية على مسار القضية الجنوبية التي ستدخل في طور نضالي جديد وفي مرحلة صعبة وشديدة التعقيد قد تغرق الجنوبيين في تعيقداتها وصعوباتها التي لن تتوقف عند حد والتي قد يجد الجنوبيين أنفسهم فيها أيضا بوضع لا يحسد عليه وقد لا يرتقي بنفسه إلى مستوى الوضع الذي يعيشوه اليوم وهو الوضع الذي قد يمكنهم في هذه اللحظة الحاسمة من إحداث تحول تاريخي في مسار القضية الجنوبية ..
*- بقلم : العقيد/ محسن ناجي مسعد