لقد طفح كيل الناس ونفد صبر الجميع جراء العبث الذي تملك الساحة الجنوبية التي غرقة بدماء أبنائها الأبرار الذين ألتهمت الحرب الألاف المؤلفة منهم كما سقط الألاف منهم كذلك على مذبح العمليات الارهابية وذهب البقية منهم في ذمة الشرعية التي لا ذمة لها والتي كانت ولا زالت مثل ما هي عليه محتفظه بالقيم والمبادئ التي أكتسبتها خلال سنوات حكم عفاش الذي جعل منها ومن رموزها مجرد أدوات تقتل وتنكل بأبناء الجنوب الذين لم يعد بمقدورهم اليوم تحمل المزيد من العبث والخراب والدمار الذي لحق بهم وبأرضهم التي أستباحها هؤلاء الأنذال ولم يعد بإستطاعتهم أيضا تحمل المزيد من تلك الهجمات الارهابية والمتطرفة الشرسة التي ما أنفكة من حصد أرواح الجنوبيين الذين أمتلئت بهم المقابر التي تئن من وطأة كثرة الشهداء الذين فاق عددهم القدرة الإستيعابية للمقابر التي لم يسبق لها وان أستقبلت على ثراها مثل هذه الأعداد المهولة من الشهداء الذين يمثلون خيرت وأنبل رجال وشباب الجنوب الذين سقطوا دفاعا عن حرية وكرامة الجنوب الذي مازال يرزح تحت وطأة ونير نظام الاحتلال رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجنوبي والتي وحتى اللحظة لم تشفع له أو حتى ترفع عن كاهله كل تلك المعاناة والألام التي تزداد تجذرا وتزداد حدة نتيجة حماقة وهمجية المحتل الذي أذاق شعبنا كل صنوف القتل والتنكيل والاستبداد والاستعباد الذي لازم حياته طوال العقود الماضية التي حرمته من حقه في قيام دولته التي تنتظر إنبلاج فجرها الذي بات قاب قوسين أو أدنىء من التحقق ....أن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يخرج الجنوبيين من حالة الاحتقان الخطيرة التي تغطي سمائه ومن هذه الحالة البائسة التي خيمة على حياة الناس ومن حالة الفوضى العارمة التي تعم الساحة الجنوبية هو الإسراع في فرض الإرادة الجنوبية على التراب الجنوبي وإعلان الهوية الجنوبية التي سيتحمل الشعب الجنوبي مسؤولية الدفاع عنها وعن الطريق التي أختارها بمحض إرادته دون وصايا من أحد ودون إنتظار إذن من أحد لأن ذلك لن يتحقق كما يتصور بعض الواهمين والغارقين في أحلامهم الفارغة التي ستصل بهم وحدهم في نهاية المطاف إلى طريق مسدود ...
أن الحل الجذري للقضية الجنوبية لا يأتي أبدا عن طريق طرد الشماليين من الجنوب والذي لا طائل منه أو عن طريق مطالبة الناس بإثبات الهوية الشخصية التي تهدف فقط إلى التهرب من مواجهة الاستحقاقات الجنوبية الكبرى التي أستعضنا عنها بمثل هذه الإجراءات الغير حكيمة والتي تصب في مجرى إمتصاص حالة الغضب التي أنتابة الناس وتسكين إنفعلاتهم بصورة مؤقته لنكتشف بعدها بأن ما أقدمنا عليه لم يستطيع أن يغيرمن طبيعة الواقع الراهن ولم يستطيع أن ينال من حقيقة وجود الشرعية صاحبة القول الفصل في كل ما له علاقة بالشأن الجنوبي وكل ما يختص بموارده وثرواته التي لا تزال محل تصرف وعناية نظام الاحتلال الذي سيبقى عقدة في منشار حل قضية الشعب الجنوبي الذي يتحتم عليه تجاوز هذه العقدة الخطيرة عن طريق فرض الأمر الواقع ومن دون اي تردد مالم فأنه يتوجب علينا في حال أثبتنا فشلنا وعجزناعن إتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة ترك الساحة الجنوبية لمن هم أقدر واجدر ممن يتصدرون المشهد السياسي الجنوبي الراهن وفي حال تعذر ذلك فالأفضل لنا هو إبقاء الحال على ما هو عليه حتى يستطيع الجنوب إنجاب منهم قادرين على إتخاذ مثل هذا القرار التاريخي الذي سيغير من وجه الجنوب وسيرد الاعتبار للشعب الجنوبي الذي لم يعد قادرعلى تحمل المزيد من الانتظار وتحمل المزيد من التسويف الذي لم يعد لهم مكان في ذهنية وعقلية الشعب الجنوبي الذي بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى قادر على التميز بين الغث من السمين وبين القبيح من الجميل وبين الوهم من الحقيقة وبين الشمس من القمر .... .......
بقلم:- العقيد/ محسن ناجي مسعد