يقولون ان التاريخ يعيد نفسه History Repeats Itself وهي مقولة تختلف الآراء حولها ولكن الكثير من الأحداث تتكرر وفق معطيات معينة مما يجعلها مقبولة لدى بعض المفكرين .
في حرب اليمن تكررت مشاهد تاريخية وكأنها حلقات متواصلة مع الحاضر ! .
التاريخ دون حرب الملكية السابقة في اليمن وتدخل الجيش المصري الى جانب الجمهورية وقام عبدالناصر بارسال عشرات الآلاف من الجيش المصري الى اليمن لمساندة الجمهوريين . وفي الوقت نفسه تدخلت السعودية بقوة ودعمت الملكية بالمال والسلاح واستمرت الحرب 8 سنوات سجال دون احراز اي نصر لكلا الطرفين !! واستنزفت السعودية وفقدت مصر الآلاف من جنودها في حرب (غير مفهومة )!! لأن رجال القبائل في اليمن يستلموا الدعم من السعودية بالنهار لمحاربة الجمهورية والمصريين , وبالليل يحاربون الملكية والسعودية مع الجمهوريين !! وعندما تنبه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والملك فيصل رحمهم الله الى هذه اللعبة الخطيرة عرفوا أن هذه الحرب ليس لها نهاية الا قطع الدعم وسحب الجيش المصري !!!!!!.
وفي جدة التقاء فيصل بعبدالناصر وقررا سرا إنهاء حرب اليمن دون علم اليمنيين وأصدر جمال عبدالناصر قرارا بسحب جميع القوات المصرية من اليمن وامر الملك فيصل بقطع جميع وسائل الدعم عن الملكيين ووضعوهم أمام الأمر الواقع (لادعم من السعودية ولا جيش من مصر) وارغموا الجمهوريين والملكيين على عقد مؤتمر مصالحة وتقاسم السلطة فيما بينهم !!!!!!.
ولا استبعد ان انسحاب الإمارات من مأرب والساحل هو ترتيب لمؤتمر خمر جديد بين الشرعية والحوثيين باتفاق دولي ترعاه جميع الدول المعنية بما فيها إيران ..
لأن استمرار الحرب اكثر من خمس سنوات دون استعادة الشرعية جعل دول التحالف تراجع حساباتها وتحاول الخروج من مأزق اليمن بماء الوجه واذا صح هذا الاعتقاد فلا مجال امام اهل اليمن غير عقد مؤتمر تصالح فيما بينهم وأنها الصراع .
وعلى العقلاء البحث عن مخرج للحفاظ على ماتبقى وعقد مؤتمر تصالحي بين اليمنيين لترتيب البيت اليمني من الداخل ليعم السلام والأمن في ربوعه .
وقد أظهرت الحرب المستمرة انه من المستحيل سيطرة فئة او لون واحد على اليمن ولا سبيل الى إنهاء الصراع إلا الشراكة بين الجميع في اليمن بعد حل القضية الجنوبية حلا عادلا يمنح شعب الجنوب حق تقرير مصيره وتحديد مستقبله ضمن اليمن الكبير او دولة مستقلة بضمان دولي لاستمرار السلام وعدم التدخل في شئون الغير .
عبدالله سعيد القروة
7/7/2019