ترددت الجملة أعلاه مراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية، سمعناها وقَرَأْنَاهَا من قادة ووجهاء ومشايخ ومسؤولين ومواطنين في شبوة..!
جملة بسيطة جميلة، ولكنها ناقصة..!
والمفروض أن نقول "لا تتدخلوا في الشأن الشبواني، ونحن من سيعمل على إنتزاع حقوق شبوة وأبنائها".
يردد هؤلاء أن التدخل في شأن شبوة لن يؤدي إلا لمزيد من الإحتقان والصراع، وينادون بضرورة بقاء الأوضاع كما هي لتجنيب المحافظة ويلات الصراعات والفتن، كلام وجمل وخطابات مطاطية فضفاضة، فلا يوازيها أي عمل على الأرض لضمان منع تلك الصدامات والصراعات، لأن بقاء الحال كما هو ليس إلا تأجيل وترحيل للمشاكل والصراعات ..!
ثم من الذي قال لكم أن شبوة حالياً لا يتدخل في شؤونها إلا أهلها..؟
كهرباء شبوة عانت وتعاني من صلف مأرب وحضرموت وعدن، فيما يتعلق بتزويدها بالديزل، فلا يكاد يمر شهر إلا وتنقطع الكهرباء بسبب نفاذ الديزل ورفض تلك المحافظات تزويدنا به، ويعاني أهل المحافظة، وتبدأ عملية الشحاذة والمناشدة لتلك المحافظات، حتى يحن علينا أحدهم ويتصدق لنا بقاطرة أو إثنتين...!
أليس هذا تدخل وإضرار بالشأن الشبواني..؟
مالذي عملته السُلطة لضمان إنتزاع حصتها وتأمين حقوق مواطنيها في هذا الشأن..؟
لماذا لا يتم مناقشة حلول أخرى لتوفير الكهرباء، لماذا ليس لدينا محطات غازية بدلاً من حرق الغاز عبثاً في حقول الإنتاج وموانئ التصدير..؟
ترضخ شبوة لعنجهية المنطقة العسكرية الثالثة، ويعاني كل منسوبي محاورها ومعسكراتها من الظلم والتهميش والخصميات الكبيرة في رواتبهم وتأخيرها..!
فلا معسكرات محترمة ولا محاور مجهزة ولا إحترام للجنود ولا حتى القادة في تلك المحاور والمعسكرات، ويتم التعامل معهم على أنهم مجرد أدوات تنفذ تعليمات قيادة المنطقة العسكرية الثالثة دون احترام لخصوصية شبوة وموقعها ومساحتها الشاسعة..!
أليس هذا تدخل وإضرار بالشأن الشبواني..؟
مالذي عملته القيادات العسكرية وأصحاب الرُتب والنياشين لإستعادة كرامتهم وكرامة جنودهم المبعثرة على رمال شبوة..؟
لماذا لا تتم المطالبة والضغط لإنشاء منطقة عسكرية جديدة لشبوة، وفصلها عن مأرب وبذلك سيكون القرار العسكري أقرب لأبناء المحافظة..
تعاني المحافظة من شُح وأزمات متتابعة في المحروقات، وفرض رسوم وأتاوات تزيد من كُلفة البترول والديزل والغاز الذي يشتريه المواطن الشبواني، وكل ذلك يحصل وشبوة تُصدر النفط للعالم، ولا تحصل على حصصها من المشتقات النفطية إلا بعد متابعات ومناشدات للوزارة، فأصغر موظف في المكلا أو عدن أو مأرب يستطيع بكل بساطة منع تزويد محطات شبوة بالبترول أو الديزل..!
أليس هذا تدخل وإضرار بالشأن الشبواني..؟
مالذي عمله مكتب النفط والسُلطة في المحافظة لحل هذه الإشكالية جذرياً، بعيداً عن البقاء تحت رحمة مصافي مأرب وعدن وخزانات ميناء المكلا..؟
لماذا لا يتم مناقشة فكرة بناء مصافي وتأمين خزانات على سواحل شبوة لتأمين حاجاتنا وتحقيق الإكتفاء لمتطلبات المحافظة من المشتقات النفطية..؟
يعاني طلاب شبوة المقبلين على الدراسة الجامعية من التهميش والإقصاء في جامعات حضرموت وعدن، فلا مقاعد مخصصة لأبناء المحافظة، ويضطر الطلاب وأهاليهم للبحث عن مقعد عن طريق الواسطة أو الرشوة أو الدخول في نظام الموازي المُكلف مادياً..!
أليس هذا تدخل وإضرار بالشأن الشبواني..؟
مالذي عملته سُلطة المحافظة في هذا الشأن، وهل خاطبت الجامعات والوزارة لتخصيص مقاعد لأبناء شبوة، هل قامت بتأمين سكن طلابي لهؤلاء الطلاب..؟
لماذا لا تناقشون فكرة بناء جامعة في شبوة تحتوي أبنائها وتقلل من تكاليف التعليم ومشقته، لماذا لا تبحثون حلول تطويرية لكليات التربية والنفط في عتق، وهي التي تعاني الإهمال..!؟
قائمة طويلة عريضة بالتدخلات الصارخة الفاضحة في شأن شبوة، فكل إدارة في المحافظة تعاني من التدخلات الخارجية، وترضخ بطريقة أو أخرى لمحافظة مجاورة، ولكنهم لا يرونها، وربما يتعمدون أن يغضوا الطرف عنها، فالأمور ماشية على بركة الله، فأتركوا كل شيء كما هو ولا تشعلوا فتيل الفتنة، ونرفض التدخلات في شأن شبوة...!
#تباً_لكم
محمد حبتور