من اسوأ الليالي التي مرت يوم انتشار إشاعة تسميم مياه الشرب في عدن، كان يوماً مليئاً بصور الحنفيات والماء المغبر، والحمدلله انقشعت الليلة عن اشاعة كاذبة.
كل المساجد في عدن ادت دورها في حشد الشباب للدفاع عن عدن، لكن مشهد تكبيرات مساجد القلوعة تحديداً كان مهيبا جداً فالاشتباكات كانت بوسط الشارع وبجانب المساجد، وكثير من شباب المقاومة هو من كان يكبر بنفسه.
عند اشتداد المعارك في الجبهات واصابة احد الابطال، كان هناك مشهد انقاذ لا تصفه الكلمات يتقدم احد الابطال وسك رصاص القناصات لسحب البطل الجريح في مشهد وثقته الكاميرات يحكي شيئا يسيرا عن بطولات شباب عدن.
على عكس باقي المحافظات كان النزوح في عدن داخلياً لمديريات اخرى، فمناطق مثل انماء تحولت بظرف ايام لمنطقة مأهولة مكتظة، وتحولت لسوق شعبي كبير اضافة للشيخ والمنصورة، وكل ذلك بفضل الابطال الصامدين هناك.
كريتر يسهل السيطرة عليها من بوابة مدخلها بجانب مستشفى عدن او من البوابة الاخرى العقبة، هناك كان يكمن شر لا يطاف وجحيم آذى المقاومة، دبابة متمركزة تقصف بيوت المدنيين فما كان من احد الابطال الا ان يتقدم بعملية فدائية ويفجر نفسه فوق تلك الدبابة ليفدي بنفسه كل اهالي عدن.
هذا الامر غير جديد ولا مستغرب، لكنه كان في تلك الفترة القاسية، مشهدا مهيبا، فعدن بفقرها وحصارها الخانق استطاعت ان تكشف عن تكاتف مجتمعي لا نظير له اثبت فيها أصالة العدني ومعدنه النادر، في ضرب اروع ملاحم العطاء والبذل.
هديةٌ من السماء شباب مغترب ترك رغد العيش وراتبه، وقرروا الدفاع عن عدن، خليط من كل الجنوب لم يتأخروا عن الدفاع بارواحهم والتضحية بكل شيء من اجل طرد الغزاة.
أعز وانبل الناس الذين ارتقوا شهداء في سبيل ان نحيا حميعنا، كل منا له مع احدهم قصة اخ اب ابن عم خال زوج، نفتقدهم اليةن، لكننا على يقين ان الطمأنينة والفخر الذي نعيشه اليوم هم صناعه.
27 رمضان رايات الجنوب ترفرف في تراب عدن، زغاريد في كل بيتر تكبيرات في كل مسجد، كل الناس خرجت للشوارع في يوم عيد، كان افطاراً هانئا وانقشاع لسحابة سوداء صرفها الله عنا بفضل صمود وثبات الابطال وتضحياتهم.