مهما طالت بنا المسافات وباعدت بيننا الاسفار تبقى عدن في القلب لا ينافسها في تلك المكانة اي مدينة اخرى فهي مدينة السلام التي تأنس في قربها الروح هي عدن ارض الكل ففيها تتعد الاعراق والانساب ورغم ذلك لا تلاحظ أي احقاد او مناكفات بين ابنائها تتعدد فيها المناظر وتختلف فيها حتى اللوان الهواء فمن البحر وزرقة مياهه الى الريف الذي لايبعد عنه سوى امتار قليلة ليرسما لوحة فنية جميلة من صنع رب العباد كم يشتاق القلب لها وكم تتعلق شغافه بها فهي ام الدنيا ان لم تكن ام الكون بكل مايحتويه فلقد احتضنت الثوار منذ بدايات نضالهم واصبحت هي قبلتهم التي يهون اليها .
تربطني بعدن ذكريات جميلة منذ ان زرتها اخر مره جئت اليها وكانت تلبس اجمل الحلل وكانت كالعروس في ليلة فرحها احسست بها اول ماوصلت وكانها تحتضنني بين ذراعيها وتضمني الى حضنها الدافئ الذي لايمكن ان انساه ماحييت تبسمت لي وكانها تعرفني منذ قرون رغم انني كنت في المهجر منذ طفولتي فقد طردنا منها بعد الاستقلال نظراً لاعتبارنا كما قيل اننا بقايا عملاء وخونه او كما قالوا لا كنني عند عودتي لم القى ما قيل عني او عن اسرتي فكان ترحاب اهلها بي كبير ولسان حالهم يقول اين كنتي ولما غبتي كل هذا الوقت كنا ننتظرك بفارغ الصبر كم استغربت عندما سالت ابناء عدن الثائرين اين هم فردوا عليا بالقول انهم يعقدون اجتماعات في الخارج في اكثر من بلد استغربت لذلك القول وقلت لهم الم يكونوا موجودين والرصاص في كل الشوارع وتماسكوا فيما بينهم حتى طردوا المحتل البريطاني واعلنوا قيام دولتهم لما لا ياتوا من جديد ليعيدوا تحرير ارضهم لما لا ياتوا وعدن سوف تحتضنهم الم تكن هي قبلة الثوار فهل ماتوا الثائرين واصبحوا نسياً منسياً واكتفوا بالمكوث في احضان مدن قد تكون في نظري اقل دفئاً من حضن عدن الدافئ .
ترقرقت دمعةً في عيني ونظرت للبعيد وشمس عدن تتاهب للمغيب وقلتها باعلى صوتي ستظلين ياعدن قبلة الثائرين