السؤال هذا يتكرر دائماً في الجلسات والنقاشات، وبحاول بعجالة سريعة وبقراءة شخصية توضيح الاسباب:
1- لا توجد أي قضية كونية عليها إجماع من كل البشر، فحتى الرسالات السماوية كان لها مؤيدون والكثير من المعارضين.
2- الانتقالي بحب دائما أشبهه بالفريق، ولازم تكون عناصره كلها منسجمة فيما بينها، فكلنا لما بيبدأ يؤسس لهدف بيختار العناصر اللي بتساعده في الاستمرار عشان يتفرغ لهدفه، بدل مايجلس ينشغل بصراعاته الداخلية.
3- الانتقالي حينما تأسس كان مطلبه مطلب كل الجنوبيين، حتى من ليسوا فيه، أو من يدّعي انه يسعى للحق الجنوبي، والانتقالي في كل خطاباته كان يعلن بأنه يفتح أبوابه لكل المكونات للانضمام.
4- غالبية المكونات الأخرى بتعتبر كدكاكين صغيرة، وذات تأثير محدود في الشارع، وهي تتخندق دائماً بعكس ماتقوله! فنجدها تصطف بالطابور المعادي للجنوب، ودائماً مانرى جعجعتهم حينما يكون هناك استحقاق قادم يتصدره الانتقالي ويختارون أن يكونوا مجرظ معرقلين.
5- تلك المكونات غابت حينما احتجنا لها، وقتما كان الجنوب يذبح وكانت القضية الجنوبية على شفير الموت فاختاروا الانسحاب ضاربين بكل الشعارات والخطب الرنانة التي كانت تتحدث عن المواجهة والتضحية.
6- الحديث عن تقارب مع تلك المكونات سيكون منطقياً حال كونها لا تزال تتمسك بخيار الاستقلال، لكنها وللأسف تتحرك من دول معادية للجنوب، وبأجندات لا تخدم مصالحه، وبالتالي صاروا مسلوبي القرار وغير مؤتمنين حال انضمامهم للانتقالي.
7- من الطبيعي وجود معارضة لأي مكون حديث النشأة، ووجود مثل تلك المكونات خارج الأغلبية يعود بالفائدة لخلق نموذج لما ستؤول اليه الامور حال حاول الاقليم ان يتخلى عن حليفه الانتقالي، فالبديل لدول التحالف سيكون خارج سيطرته تماما ويحمل مشاريع واجندات معادية.
8- الانتقالي سيظل على مسافة واحدة من الجميع، على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، وهو يضع الجنوب كالمظلة التي تجمع كل ابناءه حتى من لا يتوافق مع أدبيات ومسار الانتقالي، لكن بشرط عدم تجاوز الخطوط الحمراء بانتقال ذلك الخلاف لعمالة وارتزاق واعمال اجرامية تضر الجنوب وشعبه، فهنا سيتم اعتبار كل مكون عدواً مباشر.
9- عدم انضمام البعض للانتقالي لا يعني بالضرورة أنهم ليسوا أكفاء، وانتفاء جنوبيتهم، بل قد يكونوا افضل بكثير من بعض المنضويين تحت المجلس، لكن احياناً الوحدة الموضوعية وظروف تلك المرحلة للمجلس نشأته وتكوينه استدعت تواجد البعض واستثناء الآخر.
10- الانتقالي تأسس في وضع استثنائي وحظي باغلبية شعبية ساحقة، وهو يمضي بعمل مؤسسي لم يسبقه اليه احد ومن الأولى ان تلتف حوله باقي المكونات حال كونها صادقة في ادعائها مصلحة الجنوب، ويجب ان تقفز تلك الشخصيات التاريخية على مصالحها الشخصية وتقدم مصلحة الجنوب، فليأتي الجنوب اولاً وبعدها تأتي السياسة.