هاجس قوي انتابني قبل الخلود للنوم نتجَ عنه تساءل غريب فحواه لماذا إستراتيجية الحروب لا ترجع للوراء كما سمعناها في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام حيثُ المبارزة بالسيوف بين القادة و اللجوء للأماكن البعيدة و المساحات المستوية بعيداً عن المدنيين و مَن ينتصر حينها فليأتي و يحكم و نفتك من هذه الحروب التي هرمنا و غزانا الشيب مِن طولها .
مبارزة للرؤساء و لوزراء الحكومتين وجه لوجه ، فعبد ربه سيكون في مواجهة عنيفة مع نظيره عبد الملك الحوثي و النائب علي محسن في مبارزة شرسة مع مهدي المشاط و معين مع حبتور و كل وزيرٍ في حكومة معين يتبارز مع نظيره في حكومة حبتور .
حينها سنرفع لهم القبعات و سنصدق كل حرف تغنوا به و اتحفونا بسماعه عن الولاء للوطن .
غير أنّ هاجسي ردّ قبل أن يرتد طرفي ما لبثوا غير ساعة و سيهربون حينها لأنّ أبدانهم ، التي أبيضت من آثار النعمة و العيش الرغيد في الفنادق الفارهة و الفلل الضخمة ، على الحرارة لا تقوى و أيديهم لَم تَعُد قادرة على حمل السيوف و ستنفضح وطنيتهم الزائفة التي لطالما تغنوا بها .
يا أخواني تعبنا من تاريخ ملئ بالحروب و مِن حرب طرفها شرعية متآكلة و تحالف غامض و حوثي لا يرغب بالسلام و يبقى هذا الشعب هو الخاسر الأكبر الذي مَن لم يَمُت منهم في الحرب ، مات جوعاً و فقراً و مرضاً و قهراً .
و دمتم في رعاية الله
*- الأستاذ شائع عوض بن وبر