مصطلح سياسي يعني رابطة أو اتحاد بين دولتين أو أكثر من الدول ذات السيادة عبر إبرام معاهدة أو اتفاق تحدد أغراض تلك الدول الكنفدرالية إلى تحقيقها عبر هذة الرابطة أو الاتحاد .
المصطلح قديم وتاريخيا يعود لما يقارب 500 عام قبل الميلاد عندما حاولت بعض الولايات اليونانية تكونين رابطة كنفدرالية بينها شكل على اثرها مجلس تحالف كنفدرالي يعتبر كأول مشروع كنفدرالية في صورة مبسطة وفق معطيات تلك الفترة .
أما في العصر الحديث فظهرت اول كنفدرالية على الوجود عام 1228م هي كنفدرالية ليفونيا التي قامت بين اتحاد 5 ولايات ( مناطق ) في البلطيق في مايعرف اليوم بلتوانيا واستونيا كان الهدف منها هو تشكيل كيان سياسي وعسكري لمواجهة الشعوب المجاورة في البطليق عسكريا بسبب هجمات تلك الشعوب عليها
ثم توالت هذة التجربة في عدة دول منها الكنفدرالية السويسريه و
الكنفدرالية الجرمانية بين عامي 1815 - 1866 وكذلك الكنفدرالية الأمريكية التي أعلنت لحظة استقلال الولايات المتحدة الأمريكية لم تصمد سوى 8 سنوات حتى عام 1789م حيث تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة فيدرالية لحظة إعلان دستورها في هذا العام
هناك كنفدراليات حول العالم حدثت منها ما انتهى ومنها ماهو لازال قائما حتى اليوم كالاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي ودول مجلس التعاون الخليجي والجزر الواقعة تحت التاج البريطاني في البحر الكاريبي ..
كل هذة الكونفدراليات عبارة عن تجارب اغلبها فشل وعادت هذة الدول إلى وضعها السابق قبل إعلان كنفدراليتها ولم يصمد كثيرا رغم أنه بحد ذاته هو معاهدة ورابطة تتم بين دول مستقلة لها أهداف مشتركة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو حتى عسكرية وغالبا ماتعود هذة الدول وتفك هذة الرابطة في حالة انتهاء المصالح المشتركة بين تلك الدول كما هو حاصل اليوم لبريطانيا من الخروج عن كنفدرالية الاتحاد الأوربي نظرا لرؤيتها أن مصلحة شعبها يكمن في الخروج من هذة الكنفدرالية بعد اعتقاد الشعب البريطاني من ان مصالح شعبها في الكنفدرالية للاتحاد الأوربي قد اكتفى ولاحاجة لها من هذة الرابطة والبقاء ضمن الاتحاد الأوربي .
إن تطبيق هذة المشروع على الحاله اليمنية قد ينجح كما ذكر دولة المهندس حيدر أبو بكر العطاس لكن السؤال المهم هو هل الطرف الآخر لدية استعداد لتقبل فكرة التعايش مع أبناء الجنوب في ظل كنفدرالية مشتركة تحمي مصالح الشعبين وتحقق أكبر قدر ممكن من الرفاهية لأبناء الشمال والجنوب بعد تجارب فاشلة بدأت بإعادة تحقيق الوحدة التي فشلت حتى قبل إعلانها بسنة واحدة
أن تطبيق مثل هكذا تجارب تحتاج لشعوب لديها قدر عالي جدا من الوعي والثقافة وفكرة التعايش والقبول بالآخرين وحقهم في إدارة مناطقهم واراضيهم .
ولعل دولة المهندس يدرك جيدا من التجارب السابقة أن العقلية اليمنية لازالت تعيش مقرونة مع فكر السيطرة والبسط والاحتكار وهذا يمثل عائقا كبيرا يؤكد صعوبة تطبيق هذه التجربة مع هكذا عقليات تنصلت لاغلب الاتفاقيات التي وقعت على مر تاريخيها ..
مشروع الكنفدرالية اليمنية يحتاج أولا وعي شعبي كبير جدا للقبول بهذة التجربة التي ربما تكون حلا جذريا للمشكلة اليمنية ولكن قبل إعلان الكنفدرالية لابد من دخول دولتان مستقلتان في هذة الرابطة مع حق تقرير المصير لأي دولة في البقاء مع النظام الكنفدرالي أو الاستقلال
أن سبب اشتعال الحرب في اليمن هو الدستور تلك الوثيقة التي حاولت فيها الشرعية شرعنة اقاليمها 6 دستوريا عبر استفتاء شعبي تم أختطاف هذة الوثيقة من قبل قوى لاتريد إلا الهيمنة وان تكون مركزا للنفوذ والسيطرة فحدثت الحرب التي افرزت واقعا جديدا مغايرا عن الفترة التي حدث فيها صياغة الدستور ..
ان دستور اليمن الاتحادي الذي قطعا لايوجد فيه هذا المشروع الذي طرحة دولة رئيس الرئيس الأسبق ضمن المقابلة في البرنامج عندما سأل حول المستقبل السياسي لليمن إلا
إن الأفكار التي طرحها السيد العطاس في المقابلة تضل محور اهتمام من قبل رعاة السلام في اليمن
رغم التضارب الواضح بين هذا المشروع ودستور اليمن الاتحادي إلا إذا وصلت الشرعية لقناعة تامه أن مخرجات الحرب افرزت واقعا جديدا لابد من التعاطي معه بواقعية وفق المتغيرات التي خرجت بها هذة الحرب تقتضي المرونة في مرحلة سلام جديدة تؤسس لدستور جديد يحل جميع ملفات اليمن بشكل جذري ونهائي
نتمنى أن تنتهي قريبا هذة الحرب باتفاق سلام يحقن دماء الجميع في الجنوب والشمال ويؤسس لمستقبل مشترك بين الشعبين تسودة المصالح المشتركة واحترام إرادة أبناء في الجنوب ومستقبلهم السياسي الذي ارتضوة لأجيالهم ..