• ليست من المصادفة ان تحدث هذه الاختلالات في عدن، وان تكون بؤرة كل انفلات أمني، واهمٌ من يظن أن هذه الممارسات ستنتهي بتغيير فلان او علان.
• قدر العاصمة عدن أن تكون واجهة الصراع السياسي بين خصوم تتقاطع مصالحهم في جغرافيتها، ولكي نصل إلى حلول لإنهاء هذه الظواهر الدخيلة فيها ، لابد أن يتم القضاء على مسبباتها.
• الحديث عن أسماء كـ السقاف أو صالح السيد وغيرهم .. يندرج ضمن الانفصام عن الواقع المختلف في عدن، فهي لا تشبه اي المناطق الجنوبية وحتى الشمالية في الوقت الراهن، فلا يخفى على أحد حسم الأمور في مناطق الجنوب باستثناء (وادي حضرموت والمهرة) وأما الشمال فيُحكم بقبضة حديدية (حوثية) وبعض اجزاء مأرب (مليشيات الاصلاح).
• تنازع قوتين وأكثر ينتج عنه اضطراب في القرار، حتى في البيت الواحد حينما تتنازعه قرارات الأب والأم يكبر الأبناء مشتتين مضطربين سلوكياً، وهذا الأمر بمعناه الاشمل ينسحب على مايدور في عدن.
• يتوهم كل طرف أن من مصلحته ابقاء انتشار وحمل السلاح فأطراف الصراع تصور هذه الخطوة وكأنها تجريد أحدهما للاخر من قوته، وفي ظل عدم حسم الأمور سياسياً فان الظواهر مرشحة للاستمرار.
• ما يعيب القيادة الأمنية في عدن تحديداً أنها لم تتماشى مع خصوصية عدن، وصارت بقصد او بدونه جزءً من هذا الصراع، بدل أن تلتزم الحياد، وهذا الامر قد يعزوه البعض لصعوبة الانفكاك عن الواقع الجديد الذي فرضته مرحلة مابعد التحرير، الذي افرز لنا قوات تشكلت من تحالف ينظر له الطرف الآخر يأنه جزء من الصراع مع أنهم يعتبرونه جزء من الحل الذي يتبناه ذات الطرف في كل خطاباته السياسية.
• المعضلة تكمن في غياب القوة والحزم في فرض هيبة الأمن بسبب تقطيع أوصال هذا الجهاز بين أكثر من لاعب، واختراقه كذلك من قوى الصراع، مما يحدث ازدواجية في اقرار وتنفيذ اوامر تعتبر من صميم عمل الجهاز الأمني، بالاضافة الى ركون القائمين على الملف الأمني لهذه اللعبة، والبقاء متفرجين ليصبحوا هم كذلك جزء من المشكلة بدل أن يكونوا جزء من الحل.
• وفي ظل اصرار الشرعية وأقطابها ومتحكميها على معارضة شعب بأكمله، تبقى كل الأمور معلقة وسيتم تكريس المزيد من الظواهر (سلاح - مخدرات - بسط اراضي - تقطعات - انفلات أمني ...الخ) ويبقى دور الأمن أشبه بتسيير اعمال فقط في ظل ترقب اطراف الصراع وابقاء أيديها على الزناد تحسباً لفشل الحسم السياسي الذي قد يكون المخرج الوحيد لتجنيب عدن كارثة نحن في غنى عنها.