• بعض الجنوبيين اصلحهم الله، يظنون أن عداوة الشرعية لشعب الجنوب بسبب الامارات؟! وان دوافعهم لهكذا صراع هو دافع وطني صرف تحت اسطوانة السيادة التي تُلاك دون وعي و ادراك.
• يقدم البعض نفسه بأنه يمتلك ذاكرة السمك، فيتناسى أولئك أن عداء قوى الشمال والاصلاح خصوصا مع الجنوب بدأ حتى قبل الوحدة، فهم قد بيتوا الغدر بتاسيس حزبهم المشؤوم (الإصلاح) لضرب الجنوب، كما ثبت ذلك باعترافات مؤسسهم عبدالله بن حسين الاحمر الذي اشار صراحة في مذكراته بأن سبب إنشاء حزب الاصلاح هو استجابة لأوامر عفاش في خلق حزب اسلامي اصولي لضرب ما سماه الشيوعية في الجنوب، واستمروا باعلان حربهم، ومارسوا بعدها كل انواع التدمير الممنهج للجنوب ارضا وانساناً.
• يصر البعض بتغييب عقله ووعيه بالانسياق لمثل هذه الأبواق، وأنه بخروج الامارات من التحالف ستعود الأمور الى احسن حال! وينسى ان هذه الطريقة اصلا في حد ذاتها هي ابتزاز سياسي حقير وقذر، فمساومة الشعب بحقوقهم لا يقوم به الا السفهاء والمجرمون، وهو من حيث لا يدري يقر بضلوع تلك القوى في حرب قذرة موجهة نحو الجنوب، هو اول من يكتوي فيها.
• يتناسى هؤلاء بقصد وكثير بعلم أنهم ثاروا منذ ٢٠٠٧ ضد نظام يتواجد الآن بكل أركانه وبكل شخوصه واحزابه، ولم يتغير من الأمر شيء، بل ازدادات سهامهم الموجهة نحو صدور الجنوبيين بعد فقدانهم للشمال.
• ومع كل ذلك يراهن بعض المحسوبين جنوباً بأن مجرمي الحروب وتجار الازمات سيبنون لنا وطناً مزدهرا، وهم كانوا سبب تخلف اليمن طوال عقدين ونصف من زمن الوحدة، وحينما اختلفوا على تقسيم الثروات أثاروا حربا حتى لا تتسرب ثروات الجنوب من بين ايديهم.
• اليوم تراهن كل تلك القوى على شرخ الصف الحنوبي، بالاستقواء برئيس ينتمي جهويا للجنوب، لكنه يدين بالولاء للشمال، في انفصام غريب وانسلاخ نادر عن هويته، فلقد صار هادي يقف بصف من خذلوه واهانوه على حساب من نصروه واعزوه، وهو لا يدخر جهداً لتكميم قوى الشمال في الجنوب، او على الأقل لإرباك وتأخير الاستقلال.
• الحقيقة واضحة جلية متى ما أعمل البعض عقله، فالقضية للجنوبي ليست مرتبطة بالإمارات أو بقوى الاقليم بل هي قضية يمنية داخلية، بدأت منذ 94 واستمرت إلى يومنا هذا، ومحاولات الباس القضية ثوبا اقليميا، هي محاولات للتدليس والتلبيس على بعض المغرر بهم، المتمترسين بولاء الحزبية الاعمى.
• ويبقى السؤال هل سيستفيق اخواننا الجنوبيين من غفلتهم التي طالت، وساهمت في التلاعب بمصير شعب الجنوب، فالضربات تتوالى من الداخل، والطعنات اشد ايلاما حينما تأتي من الأخ، والتحجج بحرية الراي في قضايا الشعوب ومصائرها قد يكون مقبولاً متى ما كان محصورا في الرأي، لكنه يبقى خيانة حينما يترجم لافعال تعادي خيار الشعب في استقلاله وتحديد مصيره.
#ياسر_علي