أجرت صحيفة (الأهرام) المصرية حوارا مع مساعد الامين العام وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل محمد الجعدي، اكد خلاله أن سيناريوهات حل الازمة اليمنية تتمثل باستعادة الجنوب وتحرير السلطة في الشمال من لوبي الفساد وتجار الحروب.
واشار الجعدي الى ان سبب اشتعال نيران الحرب الفيدرالية وهي ليست حل.
نص الحوار:
* كيف ينظر الجنوبيون للازمة اليمنية؟
- اولا نشكر شخصكم وصحيفتكم صحيفة كل العرب الاهرام على هذه الالتفاتة التي تعبر عن الروح القومية والانسانية الحية عندكم وصحيفتكم.. وردي على السؤال الاول فإننا في الجنوب كنا قد تربينا وترعرعنا على الروح الوطنية والقومية وحتى الاممية الانسانية تربية استطيع ان اصفها بالعقائدية، وتلك التربية هي من جعلتنا نسلم دولة بكل مؤسساتها الناجحة حبا في الوحدة اليمنية بل وذهبنا بكل ذلك الى صنعاء وفوجئنا بسلطة متنفذة هناك مكونة من ثلاثي كبار لقيادات العسكرية ومشايخ الدين السياسي والقبيلة الذين بادلونا امام وطنيتنا بالتآمرات والبدء بالاغتيالات السياسة التي طالت اكثر من مائة وخمسة وخمسين كادرا من كوادر الدولة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تلتها التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في الاردن والتي لحقتها حرب 1994م على الجنوب وبقوة فتاوى المتأسلمين من قيادات حزب الاصلاح، وبعد تلك الحرب القذرة بدأ نظام صنعاء بخصخصة مؤسسات الدولة في الجنوب الناجحة جدا لصالح مؤسسات الشمال التي تعيش حالة العجز والافلاس.
على سبيل المثال طيران اليمن الديمقراطية «اليمدا» كانت ملكيته للدولة وكانت ناجحة ولديها ارباح تم خصخصتها لطيران «اليمنية» وملكيتها مناصفة بين اليمن الشمالي والمملكة العربية السعودية الشقيقة وكانت تعيش حالة من الموت السريري «الافلاس» وبقي شعبنا في الجنوب يقاوم نظام حكم صنعاء منذ انتهت الحرب وحتى اليوم لم يضعف ولم يستكين وقدم خلال تلك الفترة مئات الشهداء وآلاف الجرحى على الرغم من ان نضاله في معظم تلك المنعطفات كان سلميا بدأت بحركة «موج» في 1995م مروراً «بتاج» و«حتم» والحراك السلمي حتى قيام الحامل للقضية الجنوبية وبتفويض شعبي في 4 مايو2017م للمجلس الانتقالي الجنوبي، وحتى هذه الحرب الاخيرة التي بدأت في العام 2015م جاءت بعد مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي تتغنى بها سلطة الشرعية.
ما اعني ان هولاء لا عهد لهم ولا ذمة ولكم اخوتنا المصريون تجربتكم حين دعمت مصر عبد الناصر ثورة سبتمبر 1962م وضحاياها من جنود مصر العروبة.. مصر عبد الناصر في تلك الفترة.
* هل ساهمت الازمة في اعادة ملف الجنوب الى الواجهة؟
- الملف الجنوبي كان ولازال في الواجهة، لان الجنوبيين لم يختفوا يوما ولم يتخلوا عن قضيتهم منذ 7\7\1994م وحتى اليوم، ونستطيع القول إن القضية الجنوبية هي السبب في احتقان الازمة وتصاعدها الى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم.
* البعض يرى ان الجنوبيين استغلوا ضعف اليمن في التخطيط للانفصال؟
- العكس هو الصحيح الجنوبيون منذ حرب 1994م الانفصالية القذرة وهم مسلوبو كل الحقوق واولها الوظيفة العامة قيادات عسكرية ومدنية موقوفين من اعمالهم ومصادرة حقوقهم منذ 1994م وحتى اليوم، اضف اليهم الطبقة العاملة للمؤسسات الصناعية والزراعية التي خصخصت لصالح الطبقة الحاكمة في صنعاء.
المشكلة فقط انهم رفعوا شعار الدفاع عن الوحدة ومارسوا الانفصال ونحن الوحدويين بسبب الظلم والاضطهاد رفعنا شعار الانفصال، اليوم شعبنا يرفع شعار استعادة دولته وهذا حق لايمكن التنازل عنه.
* هل هناك اهتمام دولي بملف الجنوب بقدر ما يلقى الصراع بين الحكومة الشرعية والحوثيين من اهتمام؟
- بلغة العقل والمنطق لا نرى هناك اي اهتمام بدليل أن الامم المتحدة اتخذت قرار 2216 الحرب على الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المؤتمر(عفاش) وتحت مبدأ البند السابع، ثم علقت ذلك القرار وبكل مضامينه والعودة الى المفاوضات في ظل الحرب المستمرة في عامها الرابع.. الاهتمام يظهر في مساره الاعلامي والعاطفي ليس إلا اما اثره فلا وجود له على الارض ونحن الجنوبيين نحس بتفهم لقضيتنا من كل المبعوثين الدوليين بدأ بالمبعوث الاول «جمال بن عمر» مرورا «بولد الشيخ» وحتى «جريفيثس» إضافة الى تفهم بعض الدول.
* ما هي سيناريوهات الحل للأزمة اليمنية بالنسبة للجنوبيين؟
- استعادة دولتنا الجنوبية اولا، وتحرير السطلة في الشمال من لوبي الفساد وتجار الحروب اولا واخيرا.
* هناك مؤتمر مزمع عقده مطلع الشهر القادم في السويد للتفاوض بين طرفي الصراع اليمني ما توقعاتكم لهذا المؤتمر؟
- كما قلت لك سابقاً لا جدية في ايقاف الحرب سواءً من طرفي الصراع الذي تحركهما قوى الفساد وتجار الحروب كما لا توجد الجدية من قبل الامم المتحدة فهي دائماً ما تعرقل الحسم العسكري تحت مسميات الإنسانية وحقوق الإنسان.
* هل الملف الجنوبي مطروح للنقاش على هذه المائدة السويد؟
- لم تستقر خطة اللعبة بعد فحيناً تطرح وأخرى تعلق ذلك نتيجة تداخلات سياسية عديدة قراءتي الشخصية أن طاولة السويد لا يكتب لها النجاح كسابقاتها، وأن التصريحات القوية لكبار المسؤولين في الولايات المتحدة ليقيني ان الافعال نادرة اما الاقوال فهي كثيرة، ولو اخذنا القرارات الاممية المعلقة كمثال لأغنتنا عن الاهتمام بما نسمع من اقوال فاغلبها كغثاء السيل.
* هل المجتمع الدولي جاد هذه المرة في حل الازمة اليمنية؟
- لا جديد نلمسه والاجابة نفسها للسؤال السابق.
* هل تتوقع مشاركة طرفي الصراع في السويد وكذلك تحقيق توافقاً حتى لو نسبياً؟
- لا اعتقد ولا اتوقع ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه.
* هل لديكم تواصل مع المبعوث الاممي وهل شارككم في وضع اطر الحل؟
نعم لنا تواصل ولقاءات بالمبعوث ومعاونيه في عاصمة الجنوب عدن وخارجها، وناقشنا معهم كل القضايا ومعالجاتها لكن ذلك لم يرتقِ إلى مستوى الجدية.
* هل لديكم معلومات عن مضمون خطة جريفيثس؟
- لدينا قراءاتنا ولدينا الجاهزية لتفنيد وتحليل كل ما يصدر عنه وتحديد موقفنا منها.
* هل يمكن أن تكون الفيدرالية حلاً مناسباً لطبيعة التركيبة اليمنية؟
- السبب الرئيسي لاشتعال نيران الحرب في مارس 2015م كانت الفيدرالية، فكيف لها أن تكون الحل!؟، والحل المناسب هو القراءة الدقيقة للواقع المعاش اليوم على الأرض ووضع خطة المعالجات وفقاً والمعطيات الميدانية الملموسة.