• هكذا يُراد لعدن ان تكون مركزاً للصراع، يدفع اهلها وحدهم ثمن كل هذه التجاذبات، حسابات وتصفيات سياسية، اتخذت من عدن مسرحاً لتلك الاحداث التي تعصف باليمن عموماً والجنوب على وجه التحديد.
• هرول الجميع بقضهم وقضيضهم لمدينة السلام والثقافة ليُمارس فوق ترابها عبثاً لم يحدث طوال تاريخها قديماً وحديثاً، كان العنوان الأبرز والحاضر في الواجهة هو التدمير، هذا الصوت المسموع، واللغة الاقوى التي تتعامل بها قوى النفوذ.
• التدمير طال كل شيء معاولهم تعمل بوتيرة عالية دون انقطاع، البعض منهم يتحرك بدافع سياسي والكثير يتحرك بوازع حقده الدفين ضد مدينة جريمتها الوحيدة انها احتضنت الجميع، ولم تفرق بين ابيض او اسود وعبد وسيد ..
• عدن الثقافة صارت مرتعاً للأوغاد ولبائعي الضمير، وتم نحر المدنية على مرأى ومسمع الجميع، بل وبمباركة تلك القوى، فالمدنية هي السد المنيع الذي يحتمي اهل عدن به طوال مراحل الصراع المختلفة، لذلك عمدوا الى تكسيره ليستطيعوا انفاذ وتمرير مخططاتهم.
• ولأنهم يدركون أن اكثر ما يميز عدن وركيزتها التاريخية: "تؤمن الخائف وتطعم المسكين" جعلوا هذا الأمر نقطة انطلاقهم، فنشروا الخوف والرعب في شوارعها وأزقتها، بكل الطرق وشتى الوسائل، "اغتيالات، انفلات امني، بالرصاص بالاستعراضات، بانقسام القوى الامنية وتقسيم عدن لكانتونات ومربعات يقودها امراء حرب لايتورعون عن الافساد والعبث.
• بعدها انتقلوا الى سياسة التجويع التي تضمن ولاء الشعب لتلك القوى الاجرامية، فالفقر هو انجع وسيلة لسلب ارادة وتفكير الجوعى، وكان لهم ما ارادوا، وصارت عدن مستباحة لكل من هب ودب، فلا نظام ولا قانون ولا رادع ولا ضابط والكل يفعل ما يشاء وقتما يريد.
• وبما ان المجتمعات المتعلمة ترفض كل هذه الممارسات انبروا لتدمير القيمة التي كانت عدن تفاخر بها الدنيا، ضربوها في العمق، بإيقاف العملية التعليمية، فالمجرمون يخشون المتعلمين، لأنه يصعب عليهم تطويعهم، وتمريرا مشاريعهم الظلامية، فخاضوا حرباً ضروس تكللت بنجاحهم في ايقاف وتدمير المنظومة التعليمية.
• هكذا كانت الخطة ببساطة شديدة ( الأمن - الغذاء - العلم) ثلاثة امور بتدميرها تضمن بيئة خصبة لاستمرار قوى الشر في تسييرر اعمالها وتنقيذ مخططها، وهي تسير ضمن مخطط زمني وبمراحل مدروسة، لحرق عدن ودفنها إلى الأبد.
• فإلى متى يستمر هذا العبث، ومتى سيأخذ الشرفاء دورهم في الذود والدفاع عنها، ومتى سيفهم الجميع ان عدن ليست مجرد مدينة خاصة بأهلها وانما مدينة كونية باستقرارها تعود الأمور الى طبيعتها، وان بقاءها ساحة للصراع، سينذر بكوارث على كل محيطها المحلي وحتى الاقليمي.
#ياسر_علي