ألقى رئيس ما يسمى بالحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر خطابا ناريا هدد فيها الجنوبيين بفرض مشروع التقسيم، في أحدث هجوم جاء متزامنا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وحدوث مجاعة في الجنوب لأول مرة، وسط انعدام للمشتقات النفطية وانقطاع مياه الشرب والكهرباء لأكثر من 18 ساعة في اليوم.
وقال أحمد عبيد بن دغر وهو رئيس حكومة هادي التي لم تحصل على ثقة البرلمان اليمني في تصريحات "إن لا خيار امام الجنوبيين سوى الدولة الاتحادية"؛ التي ينص دستورها على ان تذهب ثلثي مواردها الى العاصمة اليمنية صنعاء. وأتهم بن دغر الحوثيين الذين شنوا حربا عدوانية على الجنوبيين بانهم يسعون لفصل شمال اليمن، في تهديد مبطن للجنوبيين بانهم استمرارهم في المطالبة باستعادة دولتهم سوف يتم تصنيفهم كجماعة انفصالية مثلهم مثل جماعة الحوثي. وكان بن دغر في اجتماع عقده بحضور مسؤولين من تنظيم الإخوان المسلمين أبرزهم الاوقاف الدكتور احمد عطية، أحد أعضاء مؤتمر الحوار اليمني وعضو لجنة اعداد مسودة دستور دولة اليمن الاتحادية، التي أقرت ان تذهب ثلثا موارد الجنوب الى صنعاء وتوزع على بقية الأقاليم الشمالية، في توجه وصفه قانونيون بأنه دستور يملك ثروات الجنوب التي تم الاستيلاء عليها بالقوة خلال الربع القرن من العام الماضي.
وتحدث بن دغر عن مشاريع وهمية في مدن الجنوب المحررة، قالت مصادر في الحكومة إنه تحدث عن عشرات المليارات التي قال ان حكومته قدمتها لدعم مشاريع البنية التحتية، في حين ان لم تر المدن أي مشاريع حكومية غير مجموعة من احجار الأساس التي ازيل بعضها لاحقا عقب وضعها ومنها مشروع الجسر البحري وملعب الجلاء في عدن، وهما مشروعان قالت مصادر وثيقة لـ(اليوم الثامن) "إن المبلغ المخصص للمشروعين قد تم السطو عليها من قبل الحكومة الشرعية".
وتحدث بن دغر عن مليشيات الحوثي انقلبت على مخرجات مؤتمر الحوار اليمني، في حين ان المليشيات لديها مشروع إيراني هدفه السيطرة على باب المندب وتهديد دول الخليج ولم تكن الحرب في اليمن، من اجل رفض مشروع الأقاليم الستة التي تم اختيارها بعد انتهاء مؤتمر الحوار اليمني ببضعة أشهر وباقتراح قطري قدم عن طريق مدير مكتب الرئيس اليمني الانتقالي السابق احمد عوض بن مبارك. وقدم بن دغر رسائل نارية للجنوبيين، قائلا ان الحوثيين "يسعون إلى تقسيم اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي ويسعون إلى انفصال شمال اليمن عن جنوبه وتعميق جراح الشعب اليمني وتجويعه واذلاله بالرغم من ادراكهم بالعواقب الخطيرة لكل ذلك، ولهذا فليس هناك حلولا لكل هذا الظلم والجور، سوى العودة إلى الشرعية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالأجماع الوطني"؛ وهي رسالة أراد بن دغر القول للجنوبيين ان لا خيار اماكم الا العودة الى الشرعية او ان يصبح وضعكم كوضع الحوثيين.
وزعم بن دغر ان مخرجات مؤتمر الحوار اوجدت حلولا لكل مشاكل اليمن، في حين ان دستورها ينص على ان تذهب ثلث تلك الموارد الى عاصمة اليمن صنعاء ثم توزع بالتساوي على الأقاليم اليت لا تمتلك أي موارد.
وعلى هامش الاجتماع الذي عقده بن دغر طالب مسؤول إخواني الحكومة ان تعلن الأقاليم ومنها إقليم حضرموت"؛ الذي تسيطر مأرب على اهم موارده المالية وهو منفذ الوديعة الذي يذهب الى البنك المركزي في مأرب التي هي اقليما. وكان الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي قد أعلن قبل أسابيع ان لا خيار امام حل مشاكل الازمات التي تضرب الجنوب سوى الموافقة على الدولة الاتحادية من اقاليمها الستة.
وطالب جنوبيون الرئيس الانتقالي بان يمضي في تطبيق الأقاليم بتسليم حضرموت منفذ الوديعة الذي تسيطر عليه قوات تابعة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر وتذهب موارد المنفذ نحو بنك مأرب المركزي. ويبدو ان حكومة هادي تدفع بالأوضاع في الجنوب نحو الصدام من خلال تصريحات وتحركات سياسية مستفزة، الهدف منها دفع الجنوبيين الى الصدام المسلح مع الشرعية ومن ثم اظهارهم كمتمردين على الحكومة الشرعية مثلهم مثل جماعة الحوثي، كما تبين مساعي تلك الحكومة.
*- صبري هاشم – شبوه برس – اليوم الثامن