• الخطورة ليست بقرارات هادي التي يصدرها فترة رئاسته، لكن الاشكالية تكمن في أن هادي يقوم بالتهيئة لمرحلة مابعد رحيله، وسيترك الجنوب واليمن عموماً محمل بتركة ثقيلة.
• فبدل أن يهيء المناخ لحياة كريمة ومستقبل أفضل، يحرص وبشدة على اذكاء صراعات طويلة الامد من خلال تعييناته التي تصب في هذا الاتجاه من خلال اعادة انتاج صراعات تستمر لفترات طويلة.
• وهو الامر الذي عانى منه اليمنيون في صعوبة التخلص من اذرع عفاش الممتدة في كل مفاصل الدولة، ونخرت مؤسساته، وشققت اركان الدولة وزعزعتها فساداً الامر الذي قاد اليمن للدخول في حرب عسكرية مدمرة اهلكت الحرث والنسل، وقبلها ومازالت حرباً ضد القضاء على الفساد.
• الرجل بات على يقين بأن العد التنازلي لرحيله قد ابتدأ منذ فترة عطفاً على واقع بدأ يشهد تغيرات عديدة في تحالفات الاقليم، ومايقوم به الان هو الانتقام ممن صُوّر له بأنهم السبب في اخراجه من السلطة.
• هادي لا يمتلك فكر بناء دولة من الاساس فكلنا يعرف الطريقة التي وصل بها الى هرم السلطة وهو الذي كان قبلها لا يحظى بأي ثقل اجتماعي او قبلي أو حتى سياسي في المنظومة اليمنية .. وهو كذلك لا يمتلك تاريخاً يجعله يستحق هذه المكانة في ظل مايُروج لـ (يمن جديد) وماقراراته الاخيرة بتعيين وتدوير الفاسدين من جديد ماهو الا تكريس لثقافة عفاش الذي تربى في حجره.
• ماينتظر اليمن شمالا وجنوبا بعد رحيل هادي أسوأ مما يعيشه الان، فبدل ان يقوم الرجل بتخليد ذكراه بافعال يُمدح عليها حيا وميتا، يصر الى الهروب وباندفاع شديد نحو الهاوية لايقاع اليمن في مستنقع الصراعات من جديد، وهو بذلك يقلد عفاش حتى يردد البعض نغمة (سلام الله على هادي)، في تكرار لأسوأ خصال عفاش.
• فهل سيأتي اليوم الذي يكرر فيه اليمنيون مكرهين (سلام الله على هادي) في مفارقة متكررة لفساد عفاش القديم أم سيستمر الناس في لعنه كحال عفاش ايام فترة رئاسته وبما بعدها؟
#ياسر_علي