لاحظنا من خلال التغطيات الإعلامية الواسعة والمبكرة التي نظمتها القنوات الموالية لجماعة الاخوان المسلمين، من بلقيس الى الجزيرة، اهتمام كبير من تلك القوى بما حدث في عاصمة حضرموت، بل ان الاعداد والتنسيق بدا وكانه معد اعدادا سابقا دبر بليل دامس ..
الغوص عميقا في افتراضات هذا المشهد المزدحم بالتواءات سياسة تلك الجماعة المتطرفة، بناءا على قاعدة العلم بان المال الذي سخر كل هذه الجموع لممارسة هذا الدور التخريبي والسلبي كان مالا قطريا نفذ الى البلاد عبر فادي باعوم الذي يبدو ان علاقته بقطر تشهد ربيعا مزدهرا منذ اندلاع الازمة الخليجية.
ربما شعر بعضكم مثلما شعرت بأن ثمة ضغوط كبيرة مورست على قوات النخبة بدأ بالاخبار الزائفة عن قتل المتظاهرين وصولا الى النداءات السطحية التي اطلقها بعض وجهاء المحافظة -بغير قصد طبعا- والموجهة لقوات النخبة تدعوها ظاهرا للحلم والصبر والرأفة، وتلك في الحقيقة دعوات للتراخي والتهاون، ولاشك ان ذلك من نقاط الضعف في قواعد العمل العسكري. واعتقد اعتقادا جازما بأن السماح لمثل هذه الاحداث ان تأخذ مسارا تسقط في نهايته هيبة قوات النخبة الحضرمية امام مجتمعها، هو الهدف الاستراتيجي الذي سعى خلف الممولون.
نعم .. جازما اعتقد بأن جماعة الاخوان المسلمين كممول رئيسي، هدفها الحقيقي تجاوز مجرد حرق الصور واسقاط شعارات، وانما ذهبت الى ما هو اعمق من ذلك، وهو اسقاط هيبة واحترام النخبة الحضرمية في مجتمعها كخطوة أولى، ثم المضي قدما في مخطط طويل من الصراعات لإنهاكها وتمزيق سمعتها التي تحظى بها في المجتمع الملتف حولها.
لاشك ان أمام قادة النخبة مؤامرة وحقل الغام، فالسماح لهؤلاء الغوغاء الإفلات بدون عقاب هو خطأ يظاهي الدخول معها في معركة طويلة.. واخشى انهم قد اعدوا لهذا اعدادا جيدا ..
لا اعتقد بأنني في مكان او على علم كافي لتقديم المشورة والنصح لقادة النخبة، ولكن يبدو ان جمع هؤلاء الغوغاء في هنقر واحد واغلاقه، وقطع صلتهم بالشارع، خطوة صحيحة أولى، يجب ان يعقبها تفعيل للدور الاستخباراتي.