لن أسرد تاريخ الرجل الطويل الذي يعرفه الجميع ولكن سأبدأ فقط من اللحظة التي تم وضعه على كرسي الرئاسة ..
لم يصل هادي للكرسي لأنه من الكفاءات التي يزخر بها الوطن بل لأنه كان سهل التوجيه والإنقياد وأطراف الصراع آنذاك تعرف ذلك جيداً .
لم يقدم شيء منذ وصوله ولم تكن له أي بصمة حقيقية للخروج باليمن من المأزق والمنعطف الخطير قد يقول قائل أنه فكك وأعاد ترتيب بعض القوى هنا وهناك وهذا أيضاً كذب وتدليس فكل تلك التحركات والتغييرات كانت وفقاً لما ذُكر في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية
كانت المياه تجري من تحته والتحالفات تتم بين قوى الشر وهو منتظر في قصره الجمهوري لا يحرك ساكناً المليشيات تتقدم وتحاصر القرى والمدن حتى وصلت لمحاصرته هو شخصياً في أحداث غريبة عايشناها بالصوت والصورة لم يجد أحد حوله إلا حراساته الشخصية فالرجل لم يستطع أن يستميل أي قوة لتحميه، عن أي دهية تتحدثون ...؟
هرب إلى عدن ومنها للخارج تاركاً وراءه أنقاض دولة وشعب تدوسه مليشيات صالح والحوثي ومنذ قيام العاصفة كان يتخبط بالقرارات والتعيينات ويتعامل مع الدولة وكأنه مدير لمجموعة واتس آب ..!
أحاط نفسه ببطانة شيطانية تؤسس له ليل نهار وتمرر عن طريقه صفقات ومؤآمرات خسر بسببها دعم واحترام دول التحالف ورجال الحرب الصادقين في ميادين النضال ..!
أصبح الرجل يخاف على منصبه وكان هاجسه إبعاد كل من يهدد بقائه أبعد باحاح وعين الأحمر في صفقة مشبوهة من وساويس تلك البطانة، وبذلك سلَّم الخيط والمخيط للشيطان علي محسن هذا الأخير أصبح الآمر الناهي الفعلي ليعود هادي مرة أخرى ليصبح أرجوز كما كان في صنعاء .
لا تحدثوني أن الرجل طيب وقلبه وسيع ويريد مصلحة البلاد، فالدولة تريد رجال دولة، ولن تنفعنا طيبته ولن نأكل بها حتى كسرة خبز ...!
هذا رأيي في هادي منذ اليوم الأول وأكرر أنه لو كان مكانه رجل آخر لأنتهت الحرب منذ زمن طويل وربما أنها لم تكن هناك حرب ولا عواصف ...!
الأيام القادمة ستفرض قرارات مصيرية وربما يسقط الرجل في تسوية سياسية وهذا المرجح فالتحالف فقد الكثير من الزخم الإعلامي والتأييد الدولي والضغوط على الدول المشاركة كبيرة وقوية ولابد من مخرج للأزمة ولا أرى لهادي أي دور مستقبلي وقد رأينا الأدوار المؤثرة يقوم بها رئيس وزرائه التي على أثرها تم إستدعاءه لأن هادي إستشعر من بن دغر ماقد إستشعره من باحاح سيسقط بن دغر أيضاً والأيام ستثبت ذلك وربما يعود باحاح للواجهة من جديد
ننتظر يا هادي ننتظر ...
بقلم : محمد حبتور