■ جاء في افادة المستر : مارتن غريفيتث الي مجلس الامن الدولي.. ان الاتفاق حول ميناء الحديدة يجب ان يكون" بين الامم المتحدة و الحوثيين " هذه الجملة التي تناقلتها بعض وكالات الانباء ، عن افادة " ولد غريفيتث .. بشان ميناء الحديدة، وضرورة تجنيبها معركة عسكرية و جهوده الي اعادة الاطراف اليمنية الي طاولة المحادثات ، في جلسة ـ المجلس المنعقدة يوم الخميس 2اغسطس 2018، ومن دون لبس اكد المجلس دعمة لجهود غريفيتث ، والتي جاءت بوضوح لطي القرار 2216 في اضبارة قرارات المجلس التسعة ، من القرار2014في 2011 الي القرار 2402 في فبراير 2018.. الامر الذي يعني اننا امام مرحلة جديدة و مختلفة .. هذه المرحلة لا تفتح الطريق اليها الشرعية اليمنية بقبولها الذهاب الي جلسة المحادثات الخامسة في " جنيف " و لا يمهد طريقها التمرد الانقلابي ـ الحوثي ، ويخلصوها من المنزلقات بقبولهم الذهاب الي جنيف ، وفي تقديرهم ان منزلقاتها و منحدراتها الحادة لا تضر بهم ، بقدر كونها طريق سريع سيؤدي الي تدويل الازمة اليمنية و بالتالي تخطي التحالف العربي ،و تحويل الشرعية الي طرف في ازمة يمنية تتطلب اطراف يمانية ـ اقول يمانية متعددة ، جهوية و مناطقية و في ذلك الغاء بل والقضاء على المرجعيات الثلاث المتمسكة بها الشرعية و منها الدولة الاتحادية من سته اقاليم ، وفي هذا يكسب التمرد الانقلابي اعادة القضية الي مرحلة ما قبل الحوار الوطني .. وضرورة اعادة صياغة الدولة القادمة على النحو الذي يضمن لهم وجود فاعل وان تم من خلال التشطير او التجزئة الي ثلاث دول اذا ما تعذر الاتحاد من اربع ولايات و هو احد الحلول التي ستعطي لإقليم صنعاء حق الوصول الي البحر الاحمر و بعض جزره .. تحت اشراف الامم المتحدة و ربما قوات القبعات الزرقاء تحت مسمى ( اليونيفيل ـ UNIFIL ) او غيرها من المختصرات الاممية .
□ لست ادري تحت أي حالة قبلت حكومة الشرعية .. الذهاب الي جنيف ،.. اكانت حالة ضعف مركب حملته منذ تشكيلها ،ام للحفاظ على ما تبقى من مظاهر صمود التوافقية الحزبية ـ الهشة ، او لتعرضها الي ضغوط سياسية داخلية و خارجية ؟،
قد يقول قائل تكتيك سياسي .. وهذ محتمل و لكن السؤال ما الهامش الذي ستلعب فيه الشرعية ، بعد ان تجاهل مجلس الامن فضلا عن غريفيتث ذلك الخطاب الإنشائي و المكرر للحكومة ـ الذي القاه السفير بن مبارك في الجلسة العلنية ؟ ، ولا نعرف ماذا حصل في الجلسة العملية او السرية، ودوره المطلوب لإعاقة دعم المجلس لغريفيتث و بالتالي إحباط مشروعه بنقل القضية بالكامل من محيطها العربي بنظاميه الجامعة العربية و مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. من خلال "لندن " او اليها ؟.
نحن هنا لا نملك أي معلومات عن ما حدث في دهاليز " الامم المتحدة " و لكن نحاول قراءة ما نشر عن اهم ما ورد في كلمة البريطاني : غريفيتث و أخاطرها " الاتفاق على ميناء الحديدة ويجب ان يكون مع الحوثيين " وهذا لا يكرس مجرد الاعتراف بهم على قدم المساواة فحسب ، بل ويشرع ادارتهم للحديدة في اطار سلطتهم الممتدة من صنعاء الي مختلف المناطق المسيطرة عليها سلطاتهم العسكرية و الادارية .. وبالضرورة هذا على حساب " شرعية " عملت على ضمورها الامم المتحدة ،وساهمة في هزالتها مكوناتها ، والا ماذا يعني القبول بالذهاب الي جنيف .. بعد افادة غريفيتث الي مجلس الامن ؟
□□ كل هذا يعطينا مؤشرات على ان اليمن برسم اعادة الصياغة .. على طاولة رسم خرائط مختلفة، و هي خرائط لن تعود بناء الي ما قبل الحوار الوطني و لن ترسم خرائطها على نتائجه ، بل ولا على البيان الدستوري لانقلاب 23سبتمبر فاليمن ليس همدان ـ او اقليم ازال ، ولا جنوب و شمال ، اقاليم ، فهناك اقاليم و مجتمعات مختلفة ، وقد عمقت هذه الازمة وممارسات اطرافها الحاكمة و الانقلابية والمعارضة مشاعر المناطقية .. ومنها حضرموت ـ الاقليم الجغرافي و الديمغرافي .. هذا الاقليم وان لا يزال يعاني من الاقصى السياسي .. العملي من خلال التهميش في مختلف التنظيمات والمكونات الحزبية و الجهوية التي نشاءة في ظل الازمة و الحرب ،فاين هو من لندن واين موقعه على تلك الخرائط ؟.
صحيح ان هناك من يحمل صفة حضرمية من اولئك المدعون الي لندن .. ولكن الصحيح ايضا انهم لا يحملون مشروعا حضرميا..واذا ما تحدثوا عن حضرموت فمن زاوية مشاريعهم الجهوية .. او الاتحادية ، هذا حقهم ، كأشخاص او احزاب ، كما هو عملهم للعيش و البقاء السياسي !!؟.
إلآ انه من حقنا ايضا ان نقول للمعنين بمستقبل المنطقة السياسي و الاقتصادي و امنها بالاضافة الي لندن ـ و المجتمعين بها يوم الاثنين 6اغسطس .. حضرموت تمتد على بحر العرب قرابة الالف كيلو متر، ان لم يكن اكثر ، وهي بالاضافة الي موقعها الجغرافي في بعديه الجيوبولتكي و الجيوإستراتيجي .. تمتلك موارد جغرافية و بشرية منتجه و فاعلة ، وهذه جوانب لها اهميتها ولا تغيب عن اهتمام القوى الدولية ـ بالأصالة أو الوكالة ، اللاعبة او المتربصة ، في عالم تتشابك فيه المصالح و تتقاطع الاستراتيجيات ، و في زمن لم تعد لندن ـ الفاعل الوحيد ، وان كانت تتحمل مسؤولية الحاق حضرموت بجنوب اليمن .. الا ان لندن 1967 ليست لندن اليوم ، كما ان بون لم تعد عاصمة المانيا التي عادت الي برلين ،فضلا عن
بقية العواصم في الاقليم ( الجزيرة العربية ) و على المستوى الدولي .. ولكن !؟.
□□□ ولكن اين الحضارم من لندن ؟.. مجرد سؤال لا اوجهه للمستر : غريفيتث بقدر كونه للجميع بما فيهم الحضارم ـ لا للحضارم فقط .. لكي لا نكرر اخطاء كبيرة افضت بناء الي صراعات متتابعة حتى اوصلتنا الي ما نحن فيه , و ليس 1967 الا واحد منها ؟!.
.............................
*عضو المجلس المحلي حضرموت ـ .. ناشط وكاتب سياسي .