لا يوجد شيء أقسى من الموت إلا أن تحادث وزير الثقافة مروان دماج في وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي للوهلة الأولى ستظن أنك أخطأت طريقك وحادثت شخصا آخر أو أن طفلا من أطفال معالي الوزير كان يعبث بهاتف أبيه ويبعث إليك بكلمات متناثرة لا رابط بينها وحين تحاول أن تقطع الشك باليقين وتتواصل مع عدد من الأصدقاء لتتأكد من صحة رقم معاليه سيجيبك أكثرهم طيبة بأيقونات ضاحكة متبوعة بعبارة (دعك من هشاشة ردوده هو في الأخير مسكين ويشتي يشتغل بس الوضع ما ساعده )
أما أشد الأصدقاء خبثا فسيرسل إليك رابط صفحة معالي الوزير على الفيس ليؤكد لك حجم المأساة وحقيقة الصدمة ففي صفحة الوزير مروان لن تجد فكرة مكتملة ولا عبارة مركبة تركيبا سليما ولو كانت عزاء أو تهنئة ولعل أمر مافي الامر أن هناك من أوهم مروان أنه ما وصل إلى الوزارة إلا بسبب ثقافته العالية فصار ينظر لمن حوله بتعال مضحك فوقع المسكين في فخين تقافة هابطة وأخلاق جافة فكلما حاولنا أن نغض الطرف عن الأولى منعتنا الثانية فهو كما قيل (حشف وسوء كيلة ) فمن يقنع مروان أنه في بلدي حين تكون ضابطا عسكريا يجب أن يكون أولادك ضباطا عسكريين (بحسب قوانين حكوماتنا الموقرة) وحين تكون مثقفا يجب أن يكون أولادك مثقفين وحين كان أحمد قاسم دماج شاعرا وأديبا معروفا صار ولده مروان وزيرا للثقافة وهلم جهلا .
*- أسامة المحوري