قد يستغرب البعض من اختيار مقالي بهذا العنوان الذي يعتبر مستفزا لدى البعض، ولكنني مصمم على ذلك العنوان.. يجب علينا إطلاق الرصاص وبأشكال مختلفة ولكن أين يتم إطلاق الرصاص؟ وفي أي مناسبة؟ وفي وجه من يتم إطلاق تلك الرصاصات؟ يتم إطلاق الرصاص عندما يكون هناك حدث يهم المدينة أو المنطقة فيتداعى الجميع فيهبوا نحو اتجاه ومكان مصدر إطلاق الرصاص، فقد يكون هناك ثمة مشكلة عويصة حريق مثلا أو تحذير الناس من وجود سيول جارفة قادمة، فعلى الجميع الحذر والابتعاد عن مجرى السيول.. إطلاق الرصاص نحو غازي للبلد سواء كان غازيا من الداخل أو من الخارج.
هكذا عرف إطلاق الرصاص تاريخيا ليكون عونا للناس ونفعا لهم، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح إطلاق الرصاص ساذجا مثل مطلقيه السذج، في أي عصر أنتم عايشون؟ عصركم عصر تخلف وليس تطور كما تدعون.. أنتم متخلفون وبعيدون كل البعد عن الدين وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، تدعون أنكم مسلمون لكن بالواقع بعيدون عن الإسلام لأنكم تمارسون ما يخالف نهج إسلامنا القويم، تقلقون السكينة العامة، تقتلون النفس البرية.
اليوم إطلاق النار بمناسبة عقد أو زواج أو وصول مسافر أو حاج أو معتمر أو مزاج أو غير ذلك يعد تخلفا وغرورا وكبرا تتباهون به بأنكم رجال أقوياء دون الاكتراث وغير آبهين بالآخرين، ولا تدرون إلى أين تتوجه رصاصاتكم القاتلة الغادرة.
البعض يعتبرها عادة حميدة وتنم على رجولة في المجتمع، أي رجولة تدعونها أيها الأغبياء؟! أين آباؤكم وعقالكم تجاه تصرفاتكم التي تعمق المجتمع جراحا وتخلفا يتوارثه الجيل القادم على أنه رجولة وشهامة وإرث حضاري.
الكثير اكتوى بتلك الرصاصات الراجعة الطائشة بموت عزيز وغال عليه أو حدوث إصابة وإعاقة دائمة تعاني منها تلك الأسر باستمرار بسبب طيش أغبياء في ظل صمت من عقال المجتمع وسلطة دولة غائبة في تنفيذ القوانين على الواقع وردع المخالفين. أيها المتخلفون يا أعداء الحياة والمحبة أيها المغرورون بالتباهي بإطلاق الرصاص في أي مناسبة كانت لا تظنوا أن تصرفاتكم ستمر مرور الكرام.
إن من أطلق الرصاص وتسببت بقتل نفس بريئة مسجل عند الله (قاتل) وسيحاسب حسابا عسيرا في الدنيا قبل الآخرة، قال الله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» (سورة النساء الآية 93)، وقال تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا» (سورة المائدة الآية 32).
لا تظنوا أن القوانين والعقوبات ستظل حبيسة الأدراج من قبل الدولة، فستنفذ طال الزمن أم قصر.. عودوا إلى رشدكم قبل الندم. فلنتقِ الله في أنفسنا جميعا، ولنعد إلى النهج القويم الصحيح بأن نطلق الرصاص عند حدوث كوارث محدقة بالمجتمع فيتداعى كل أبناء المجتمع ويهبوا هبة رجل واحد لإنقاذ الغارق وإطفاء الحريق ونصرة المظلوم. حفظ الله الوطن وأهله، ولا نامت أعين الجبناء.
*- حسن علوي الكاف