إن مشكلة الفساد المالي والإداري التي دمرت الاقتصاد اليمني ، كانت أحد الأسباب الرئيسية لثورة الشباب في فبراير عام 2011 م للمطالبة بإسقاط النظام في صنعاء .
وباتت ثقافة الفساد، تنخر اليوم جميع مفاصل الدولة اليمنية , التي ابتدعت ما يعرف بالموظفين الوهميين، شكلت ضغطا على الميزانية العامة للدولة، منذ عقدين من الزمن , مما أدى إلى انتشار البطالة، في أوساط الشباب ،والفساد في قطاع الطاقة، والاتصالات والصحة والتعليم، والدفاع والداخلية , وتردي الخدمات العامة , كما ارتبط الفساد بالنخب الحاكمة ومشايخ القبائل !! .
والفساد في اليمن أصبح ظاهرة في المجتمع اليمني، ويعده البعض ثقافة وسلوكا، لا يحاسب من يمارسه حتى في العلن !!
ومن نتائج الفساد في اليمن ،توجد سلطتان تضمان 90 وزيرا ،يتصرفون في اقتصاد البلاد و حياة الشعب , وهناك مليون موظف حكومي بلا رواتب ،وفي الوقت نفسه هناك الملايين من السكان ،يعانون من الفقر , ويصارعون الجوع والمرض!!
بينما ينعم الوزراء والنخب بالثراء والامتيازات .
ويظهر البعض منهم ،على شاشة التلفاز، ببدلات ماركات عالمية ،وربطات عنق فاخرة، لا يقل ثمن البدلة الواحدة ،عن 10 آلاف دولار , وحتى وزراء الاتحاد الأوربي لا يلبسون مثلهم !!
وأصبح اليمن فريسة لسلطتين أحدهما يمثل الشرعية والأخرى موالية للانقلاب !!
.
وفي ما يلي نكشف ملفات الفساد الحالية :
أولا : الفرقة الأولى مدرع : بعد هروب علي محسن الأحمر، قائد الفرقة خارج اليمن وجدوا الآتي :
- وجدوا كشوفات رواتب الجنود وعددهم 36 ألف جندي وضابط الذين تصرف رواتبهم شهريا .
- الحاضرون الذين حضروا لاستلام رواتبهم 17 ألف جندي وضابط فقط !!
- القوة الوهمية الغير موجودة 19 ألف جندي وضابط !!
ثانيا : اللواء 310 التابع للفرقة بعمران كالآتي :
- قائمة المسجلين 7500 جندي وضابط .
- عدد الحاضرين 3458 جندي وضابط .
- القوة الوهمية الغير موجودة 4042 جندي وضابط
ثالثا : اللواء الرابع حماية رئاسية التابع للفرقة الأولى مدرع :
عدد الجنود والضباط المسجلين 7200 ضابط وجندي .
عدد الحاضرين 4875 جندي وضابط
القوة الوهمية 2325 جندي وضابط
إجمالي القوة الوهمية بالفرقة الأولى مدرع واللواءين التابعة لها وتنهب رواتبها = 25,367 جندي وضابط بمعدل 50 ألف ريال دون احتساب التغذية – الملابس – الفراش – السلاح والذخيرة – المساعدات – الاعتماد الشهري من الوقود والعلاوات – النثريات – الاستقطاعات عند الفرار والغياب .
الإجمالي الشهري مما سبق = 1,268,350,000
مليار ومائتين وثمانية وستون مليون وثلاثمائة وخمسون ألف ريال شهريا .
خمسة عشر مليار ومائتين وعشرون مليون ومائتين ألف ريال سنويا – 15,220,200,000
والجدير بالذكر أن علي محسن الأحمر قائد الفرقة قد دخل في عداء شديد مع احمد علي عبد الله صالح عندما أصر الأخير على تطبيق نظام البصمة والصورة .
وهذا هو السبب الفعلي الذي دفع علي محسن الأحمر ومشايخ الفساد التابعين له ومعهم قيادات الإصلاح ضد نظام صالح !!
أموال أخرى :
هناك إعتمادات واستثمارات وأموال قادمة من الخارج ومبالغ من شركات النفط مقابل " الحماية " ولعلي محسن بالإضافة إلى مخصصات البترول والديزل والغاز بالإضافة إلى ورديات الشركات الاستثمارية والأراضي المنهوبة ومليارات قيمة أسلحة مباعة ومنهوبة , إضافة إلى إيرادات ميناء المخا والحديدة ومبالغ التهرب الضريبي وتهريب الغاز والنفط في القرن الإفريقي التي يتزعمها ( علي محسن الأحمر ) إضافة إلى مبالغ ممنوحة من شركات الأسماك الخارجية مقابل الاصطياد بالمياه اليمنية ونقل النفط والغاز للداخل , وهو رقم يعادل موازنة 10 محافظات , و 10 وزارات كاملة !!
وبعد هذا كله يأتي بعض السذج والمغفلين ويحاول بث إشاعة أن علي محسن الأحمر تعرض لخيانة ومعه عيال الأحمر وحزب الإصلاح , بينما هم تربعوا على مصالحهم سنة كاملة ولم تقم ضدهم ثورة ولا يحزنون !!
والجدير بالذكر أن لجنة سعودية تم تشكيلها مؤخرا لبحث الإخفاقات في بعض الجبهات توصلت إلى نتائج كارثية لما وصل إليه الفساد في محافظة مأرب – حيث اكتشفت اللجنة تسجيل 120 ألف جندي وهمي في مأرب وحدها فقط , ولم تكشف اللجنة عن ملفات المحافظات الأخرى , وهذا الأمر يعني أن هناك قيادات عسكرية فاسدة تقوم بجمع الأموال على حساب أرواح البشر حسب وكالة " سبو تنيك " !!
وهذا هو السبب الرئيسي الذي يؤخر عملية الحسم .
وللحديث بقية في الحلقة الثانية
*- بقلم : د علوي عمر بن فريد