▪ على اثر مقالي " ماذا بعد .. وفي الشبك أكبر من الضبع ؟ " او هكذا خيل ليَ .. اتصل بي منسق قناة الشرعية وطلب مني المشاركة في برنامج حواري عبر الهاتف للتعليق على زيارة دولة رئيس الحكومة :د. احمد بن دغر الي حضرموت ، وعند ما وافقته عاد وطالبني المشاركة في الاستديو ، لمناقشة ثلاثة محاور اهمها استعادة مؤسسات الدولة من خلال جولة رئيس الحكومة ، و هذه القضية ( استعادة مؤسسات الدولة !! ) ازعم انني اول من نبه اليها، فان لم اكن الاول ، فمن اوائل من طالبوا باستعادة مؤسسات الدولة .. في اعقاب تحرير حضرموت من تنظيم القاعدة بقوات النخبة الحضرمية و مساندة قوات التحالف العربي ، وهو التحرير الذي سيظل مثلوما طال ما ظلت مؤسسات الدولة غائبة .
▪▪ ذهبت الي اللقاء .. تدفعني اليه رسالتي لا مقابل مادي ، فانا لا استلم في كل مشاركاتي أي مقابل مادي كما يظن البعض ممن يعلقون على احاديثي المتلفزة ، او كتاباتي التي لا تمليها علي غير قراءاتي لتداعيات ازماتنا " الموروثة و المتجددة "ومنها" ثقافة الطائفية " التي وفدت إلينا في حضرموت و الجنوب في اعقاب الوحدة في مايو1990ومعها تقاليد اجتماعية (قبلوجهوية ) لم تكن من اعرافنا او تقاليدنا المجتمعية السابقة لشروع المستشار البريطاني المستر: هارليد انجرامس لبناء مؤسسات الدولة و احلال المواطنة بديلا للولاءات القبلية في المحميات الشرقية ( حضرموت ) في ثلاثينات القرن المنصرم ، كذلك المحميات الغربية (مشيخات وامارات وسلطنات ـ اتحاد الجنوب العربي ) المبني على مشروع المستشار: هوكتم بوتم لاقامة اتحاد الجنوب العربي في الخمسينات القرن الماضي، هذه المشاريع لم تأتي في فراغ ومن فراغ ـ بل في مجتمعات تكافلية لعبت مؤسساتها الاجتماعية ادوارا ايجابية لتهيئتها للانتقال الي الدولة و المواطنة ، من خلال الاعراف التي كانت بمثابة قوانين منظمة لعلاقات مختلف شرائح و فئات المجتمع ، و منهم السادة ال باعلوي و المشايخ ـ على اختلاف اسمائهم وادوارهم العلمية و المجتمعية .. على هذه الخلفية المجتمعية و ثقافة الدولة و حقوق المواطنة طالبنا باستعادة مؤسسات الدولة ، لتجاوز تلك الثقافة التي وفدت الينا بعد الوحدة ، وعملت اجهزة و جهات سياسية و اجتماعية على تكريسها بعد حرب 1994..لكي لا تكرس بديلا للدولة و على حساب المواطنة.
لذلك اثارني مقدم البرنامج بإثارة موضوع الهاشمية وتعميمها ، وربطها بادعاءات الحوثيون السلالية في صنعاء وبعض من والوهم من الاخوة العلويين في شمال اليمن ؟!. وحتى لا اكون شيطان اخرس و اسهم في ترسيخ تلك "الثقافة الطائفية " بأبعادها و ذيولها التي تستند عليها الحركة الحوثية .. رددت عليه بقدر ما اتاحته مقاطعته لي من فرصة ..فضلا عن محدودية الوقت .
▪▪▪ رددت بصراحة شابها بعض الانفعال .. لا من منطلقات انتماءي الأسري او ارومة تميزني عن مجتمعي الحضرمي او الوطني ، فقد ربونا اهلنا على ان لك من نسبك " سوم " يمنعك من الخطأ وبالتالي علينا احترام الجميع ، فضلا عن كوني مع وطن اراه اكبر من السلالات والأحزاب .. نعم الاحزاب التي تعمل على تعميم ثقافة الطائفية وفي تقديرها الحلول بديلا عنها ، وربما باسم الدين لإعطاء حكمها قدسية و شمولية لا اظنها تختلف في كثير عن السلالية ـ التي يدعيها عبدالملك الحوثي وتستغلها ايران لنشر الاثنا عشرية ـ الفارسية على حساب الزيدية و الشافعية ـ أي السنة على حد سواء ؟!.
▪▪▪▪ واقدم اعتذاري عن أي تجاوز او انفعال ، دفعت به ثقافة الطائفية التي ما زالت مؤثرة وبعمق في ذهنية الاشقاء في مجتمع شمال اليمن ، لأسباب تاريخية ، ليس هنا ما يستوجب استعراضها في هذا المقال .
لذا أقول : في الشبك اكبر من الضبع .. و ما ثقافة الطائفية الا إحدى هذه الضباع وهي ليست حضرمية!.