لكل إنسان تجارب وذكريات وعلاقات... حلوة ومرة... حافلة بالمتناقضات... الخير والشر... النجاح والفشل... والشك واليقين... والأمل والتشاؤم... الحب والكراهية... الخطأ والصواب... الحياة معقدة ومشحونة بالتوتر والقلق والحيرة... والإنسان مخير فيما يعلم ومسير فيما لا يعلم.
وتجربة اللواء الركن عبدالله علي عليوة... من أركان حرب القوى الجوية، ثم نائب قائد القوى الجوية، ثم قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي، ثم رئيس أركان الجيش الجنوبي، ثم نائباً أول لوزير الدفاع، ثم قائدًا لإحدى المجموعات في ألوية الوحدة عام 1986م، ثم محافظاً لمحافظة الجوف، وقائداً لمحور الجوف عام 1992م، ثم قائداً لمحور (شبوة – حضرموت)، ثم رئيس هيئة الأركان العامة في 1994، ثم وزير الدفاع عام 2001م تندرج في هذا الإطار.
قابلنا اللواء عليوة في مقر إقامتة في الرياض، أنا والمهندس طيار علي أحمد حسن، والناشط السياسي عمر سالم بن هلابي، وبمجرد أن شاهدني قال: "ايش جابك يا الأمريكي الأمبريالي". و بإبتسامة عريضة وبالأحضان، بعد السلام والتحية.
جلسنا سوياً لاكثر من ساعة، وجاء في منتصف الجلسة، قائد البحرية اللواء عبدالله سالم النخعي.. وخلال اللقاء تبادلنا الذكريات والنكات والقفشات، طول الوقت كان ماسك زمام المبادرة في حديث مرح، وبين الفينة والآخرى يتحدث بلغة الشعر الشعبي، و الابتسامة لا تفارقه، ولم نطلب منه شيء، ولم يقدم لنا حتى من واحد شاي.
ومن واقع تجربة تاريخية وزمالة، أقول أن اللواء الركن عبدالله علي عليوة يعد من خيرة ماعرفت في حياتي من رجالات الجنوب وشخصية سياسية وعسكرية فذه، وكم تمنيت إن واحد من الذين تولوا أمورنا في الجنوب، كانت لدية العقليه السياسيه والعسكريه التي يتمتع بها اللواء عليوه، حيث لا يخطو الخطوه الإ وقد حسب لها حساب و قدر عواقبها القريبه و البعيده، عقلية قل ما نجد لها مثيل في الجنوب.