يقال أن التاريخ.. لا يتكرر !

2018-04-04 07:33

 

ربما كانت هذه الجملة صحيحة من حيث الزمان و المكان..ولكن الأحداث و ما تفضي الية من تحولات ومتغيرات تحدث، وتؤسس لما قد يعيد إلينا صور من الماضي -القريب أو البعيد في تشابه لا يكاد يختلف في آلياته في ظل صراع المصالح و الإستراتيجيات.

  هذا ما خطرلي بالأمس ، الثلاثاء  4ابريل 2018 و أنا أتابع و صول الرئيس الروسي إلي مطار أنقرة و مسار موكبه إلي قصر الرئاسة تحف به كوكبة من الخيالة.. في آبه واحتفالية مبالغ فيها وتشابه إلي حد بعيد تلك المواكب التي كنا قد شاهدنا صورها وقراءنا عنها في الصحف والمجلات العربية في الستينات و السبعينات من القرن الماضي،  ومنها زيارة امين عام الحزب الشيوعي السوفييتي ورئيس وزراء الإتحاد السوفيتي : نيكيات خروتشوف إلي مصر و استقبال الرئيس جمال عبدالناصر  له في القاهرة عام 1964.

□صحيح أن بوتن ليس خروتشوف..كما أن الرئيس التركي ليس عبدالناصر والقاهرة هي الأخرى ليست أنقرة ، وأن جمع بينهما التناقض و التنافس في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين كما هو اليوم في العقد الثاني من الواحد و العشرين؟ !.

□□ بوتين قدم إلي تركيا في زيارة أطلق عليها اردغان تاريخية فور استقباله في قصر الرئاسة و توجهها الي حفل و ضع أو إطلاق الشروع في بناء أربعة مفاعلات نووية -في باحة قصر الرئاسة وعبر شاشات التلفزة..حيث بوشر العمل في سكب الخرسانة ،فور إعطاء الإشارة بعد كلمة اردغان التي ألقاها في أعقاب كلمة بوتين و دعاة إلي المنصة،  على غير المعتاد ؟.. على عكس ماحدث في" اسوان " يوم رحب عبدالناصر بخروتشوف و ضيوفه العرب أيضا ومن أبرزهم الملك محمد الخامس و الرئيس أحمد بن بله قبل التوجه إلي تفجير الصخور الجبلية لتحويل مجرى النيل.

ذلك التفجير لم يحول مجرى النيل فحسب بل و حول مجرى الأحداث في المنطقة العربية و احدث فيها انقساما سقط خلاله عبدالناصر وهو يحاول ردم هوته عام 1970.

□□□ اليوم يصل إلي أنقرة بوتين و يستقبله اردغان وهو أيضا جريح من الشركاء الغربين تاما كما هو حال عبدالناصر الذي خذله الغرب فكان الشرق متحفزا لاستغلال ذلك، و هنا أوجه الشبه التي تدفعني إلي القول أن ماحدث بالامس في أنقرة سيؤس لأقسام إسلامي.. في منطقة الشرق الأوسط سيحدث متغيرات على مستوى المحاور و التحالفات..أمل أن يستعد لها العرب على نحوا مختلف عن محاور القرن الماضي، كما بوتن و اردغان مستوعبين لزيارة خروتشوف وما أسست له.. لا أظن إلا أن قياداتها هي الأخرى متحسبة إلي عدم تكرار الاخطأ و مستوعبة أن التاريخ قد يعيد نفسه وأن اختلفت ظروف ونوعية صانعيه.