المواطن وخاصة في عدن يكتوي بأصناف العذاب والسادية في سياق الفوضى الخلاقة الوسيلة المثلى لتنفيذ مخطط "حدود الدم" الاستخباري الدولي، بل وأن أعمال الاغتيالات التي تنفذ في هذه المدينة الطيبة طيلة الأعوام الممتدة من 2008 وحتى هذا العام 2018 ينفذها جهاز استخباري وهي من ألف باء المخططات التي نفذت وتنفذ في مختلف بلاد العالم أن أجهزة المخابرات الدولية بالتنسيق مع أجهزة مخابرات إقليمية ومحلية ولا سيما المخابرات الأمريكية (CIA) والإسرائيلية (الموساد) ولا حاجة لاستعباط عقول البشر لأن كل أعمال الاغتيالات والتخريب من الخليج إلى المحيط على امتداد مساحة تصل إلى (12) مليون كيلو مترا مربعا كلها نسبت في الماضي إلى القاعدة ثم أنصار الشريعة والآن (داعش) التي قالت عنه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق في كتابها "الخيارات الصعبة" إن "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) من صنعنا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية نسبت عملية ضرب البرجين في نيويورك في 11 سبتمبر 2001م لتنظيم القاعدة (الأمركي) في حين أن مؤسسات متخصصة منها جهاز المخابرات العسكرية البريطاني (M1-6) ومؤسسة أمريكية أخرى أكدتا أنها من صنع جهاز الموساد الأمريكي، بل وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة تفجير المدمرة "كول".
أعمال الاغتيالات نفذت كلها خلال الفترة المذكورة سلفاً بكل سهولة ويسر دون معرفة المنفذين، ولو أخذنا واقع اليوم المزري نجد أن الميري والسلاح منتشران على طول وعرض عدن ولم يسهم ذلك في التصدي للمرتزقة المجندين في تلك الأعمال، بل إن بعضهم يلوذون بالفرار وعلى وجه الخصوص "البلاطجة" (وهم مرتبون بفعل فاعل في سياق مخطط "حدود الدم" ووسيلة تنفيذه الفوضى الخلاقة)..
كما أشرت إلى الفوضى الخلاقة التي تتخذ عدة أشكال منها: انقطاع الرواتب والمعاشات، انقطاع الكهرباء والخدمات الأخرى مثل مياه الشرب ومياه المجاري، والأخيرة تأخذ اتجاها معاكسا، فبدلاً من الانقطاع يحدث "طفح"، بالمقابل: اغتيالات وتفجيرات، تدهور سعر الريال مقابل الدولار، ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومواد البناء والأدوية، في ظل سياسة مبرمجة رامية إلى الإفقار، وأصبح الناس يواجهون صعوبة في العيش وتلقي العلاج..
وفي صباح الإثنين 5 مارس 2018 وفي أحد شوارع كريتر القريبة من مكتب بريد كريتر اعترض سبيلي مواطنون رحبوا بي وسلموا علي وسألوني عن حالي وشكروني على كتاباتي، وسألني أحدهم: ما عندك مرضى في البيت يا أستاذ؟! قلت: نعم، ولكن ما دافع هذا السؤال؟ قالوا: نحن نتابع كتاباتك وكلنا معها ونشد على يديك وجزاك الله خيراً في دفاعك عن المظلومين، ولكننا سألنا أنفسنا لو أن الأستاذ نجيب يابلي اكتوى بنار تصاعد أسعار الدواء لخرج عن طوره وكتب عن ذلك..
يا أستاذ هناك الغذاء وهناك الدواء ولا غنى عن الاثنين، ولكننا مستعدون للبقاء بنصف بطن لكن الدواء يا أستاذ لا يمهلك.
الدواء شهد ارتفاعا متواصلاً في الأشهر الأخيرة وأصبح الارتفاع لا يطاق.. حدثني أحدهم عن أسعار أدوية كيف كان سعرها وكيف ارتفع.. وحدثني آخر عن ارتفاع أدوية أخرى.. وانضمت امرأة إلى المعمعة وقالت: تصور أني فوجئت يوم أمس (الأحد) بزيادة قدرها ألف ريال على الدواء الذي يستخدمه ولدي المريض.. قال أحدهم: إما أن تشتري الدواء أو سلم نفسك للفناء، حتى الدواء المجاني انقطع عنا.
اختتم أحدهم حديثه معي ونيابة عن أصحابه والمرأة التي انضمت إليهم واعتذروا عن قطعهم لمشواري وأنا ماشي وقالوا: أكيد أنت مشغول ونحن أوقفناك ومضطرون لذلك، وقال البادئ بالحديث: والله يا أستاذ اللي خلانا أوقفك هو الشجن لمعرفة ما إذا كان عندك مرضى في بيتك أم لا ؟ لأن أسعار الدواء كشفت المستور وسببت لنا مشاكل ومتاعب وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قلت لهم: الله وحده الذي سيجعل لنا مخرجاً من هذا المخطط الاستخباري الدولي لأننا ظلمنا أنفسنا فسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، وأبشروا بالخير..
إن بعد العسر يسرا.. آمين!!