لا يختلف اثنان أن الفترة من 30 نوفمبر 1967 (بل وقبل ذلك) حتى هذا العام 2018 (وربما تتبع البقية لارتباط ذلك بمخطط حدود الدم) أن الجنوب لم يشهد استقرارا ولا أمناً..
قضية الجنوب قضية عادلة، وأدعو القراء للوقوف أمام هذا الحوار الذي أجرته الزميلة "النداء" (لعزيزنا سامي غالب) الذي أجرته مع الرجل الكبير عبدالله البردوني في عددها الصادر يوم 19 مارس 2008 (أي قبل عشر سنوات) من الخطوط العريضة في الحوار:
- كانت عدن بالنسبة إلى اليمن والجزيرة والخليج مثل باريس في الغرب والقاهرة في الشرق.
- لا يستطيع أحد القول بأن حرب 94 انتهت ما دامت آثارها قائمة.
- كل وحدة مهيأة للانفصال ووحدتنا منفصلة لأنها قامت على الإلغاء.
- اعتاد الشمالي فتح البلدان وتدويخها وأن يحكم باسم اليمن كله.
الفترة من فبراير 2012م حتى اليوم فترة مهترئة هزيلة تدار من الخارج الاستخباري تحت مخطط “حدود الدم” (أو سايكس بيكو (2) أو الشرق الأوسط الجديد)، فترة كلها ظواهر شاذة تفرز ضبابا حينا وظلاماً حينا آخر، وأدعو القراء للوقوف أمام ما ورد في صحيفة "المنتصف" الصنعانية في عددها الصادر يوم 3 مارس 2015 وخطوط عريضة منها:
"لوس أنجلوس" الأمريكية:
"المخلوع هادي يخطط لفصل جنوب اليمن".
"استبدل قوات الحماية الرئاسية التي في عدن بمليشيا موالية له من الجنوبيين وهذا مؤشر للانفصال".
"يقوم الرئيس المخلوع عبدربه منصور هادي بإنشاء قاعدة قوة منافسة من رجال مليشيا بدعم من دول الخليج".
هذا تقرير نشرته الزميلة “الشارع” يوم 29 يناير 2015م
البنتاجون: “هناك اتصالات أمريكية مع ممثلين عن جماعة الحوثي”، “يجري مسؤولون أمريكيون اتصالات مع ممثلين عن المسلحين الحوثيين في اليمن الذين دفعوا الرئيس اليمني إلى الاستقالة حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية”.
وأضاف: “نظرا إلى الفوضى السياسية من الصواب القول إن مسؤولين حكوميين أمريكيين هم على اتصال مع مختلف الأطراف في اليمن حيث الوضع السياسي متحرك جداً ومعقد جداً”.
بالعودة إلى الوراء نقف أمام حوار الزميل خالد العلواني مع الأخ محمد الصبري، الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، الذي قال “خلط الأوراق منتج تجيده السلطة ولعبة ربط القاعدة بالحراك ستضر بالوطن”.
هذا الحوار نشرتة الزميلة “الصحوة” يوم 7 يناير 2010م.
بعد ثلاثة أيام من هذا الحوار وجهت السلطة في صنعاء ضربة موجعة للجنوب عندما هاجم الأمن المركزي بقوة كبيرة مبنى مؤسسة “الأيام” للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل يوم الثلاثاء 10 يناير 2010م، نتج عن هذا الهجوم السافر السافل مقتل أحد حراسة “الأيام” وجرح تسعة آخرين (6) من الجنود و(3) من أفراد الحراسة واحتجاز (30) متضامنا كانوا داخل المبنى، ثم احتجاز هشام باشراحيل ونجليه محمد وهاني، إضافة إلى رهائن آخرين من الأسرة، ويرحم الله محمد عبدالولي صاحب “الرهينة”.
تزامن الهجوم على مبنى “الأيام” مع خطوات تمهيدية لمخطط استخباري خارجي عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أجنبية أخرى بإغلاق سفارتها في صنعاء تخوفاً من أعمال إرهابية محتملة، وفي مجملها (أي تلك الأعمال) تمهد للقادم الخطير والمشبوه الذي يستهدف الجنوب وعدن دافعة الضرائب في كل المنعطفات.
أمام كل تلك التطورات السابقة واللاحقة لا يزال الجنوبيون غير متفقين على زعامة كاريزمية يذعن لها الجميع.. إنه ليل دامس.. ولكن إلى متى؟!