بريطانيا والملف اليمني

2018-02-03 14:06

 

يخرج ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي من بوابة اليمن تاركاً خلفه ملفا مثخناً بالقضايا اليمنية الشائكة والمستعصية والتي زادت تعقيداً بمقتل علي عبدالله صالح والتدخلات الإقليمية والدولية التي صعبت إيجاد الحلول للمشكلات التي جرى حرفها عن مسارها الحقيقي، فطال أمد الحرب وامتدت لتطال أراضي المملكة العربية السعودية منذرة بحرب إقليمية في المنطقة.

 

وأمام تلك المخاطر كان لابد من تغيير في قواعد اللعبة باليمن، والبحث عن مخارج واقعية تخترق جدار اللعبة وتفتح آفاقا جديدة للحل تعتمد على مخارج جديدة للمشكلة.

 

إن ولد الشيخ لم يفشل في مهمته بل إن تداخلات المصالح وأطرافها الإقليمية والدولية وعدم وصول أطرافها إلى الحل في مسألة توازن المصالح مع سير الأحداث في اليمن بعد مقتل علي عبدالله صالح والهزائم المتلاحقة للمليشيات الحوثية في العديد من الجبهات وتغيير ميزان القوى لصالح قوات الشرعية ولجوء المليشيات الحوثية إلى تشديد قبضتها على صنعاء والقيام بتصفية الموالين لصالح من شيوخ قبائل إلى قيادات بالمؤتمر الشعبي العام وقيادات عسكرية لتصل إلى عائلة الرئيس السابق.. كل هذه الأحداث والتداخلات أدت إلى تسخين الأوضاع في اليمن منذرة بكارثة لا يعلم أحد مداها.

 

وأمام هذه الأوضاع كان على القوى الدولية النظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في اليمن والسيطرة عليها حتى لا تخرج عن مساراتها، وأهمية البحث عن الحلول الجدية والتعامل مع الأمور بمسمياتها والبحث في عمق الأزمات وليس الدوران حول القضايا التي تكلف المواطن اليمني الكثير، وتنتج المآسي من تشريد وأمراض وجوع وبؤس.

 

وأمام ذلك كان على المجتمع الدولي الدفع بشخصية لديها مفاتيح الحل للأزمة في اليمن، ولديها كافة الصلاحيات الدولية في التعامل مع ملف اليمن.

 

الكل يدرك ان بريطانيا تمتلك العديد من مفاتيح الحل نظراً للعلاقات والمصالح التاريخية التي امتدت لأكثر من 139 عاماً، وارتبطت باتفاقيات ومعاهدات تعاون وحماية مع امراء وسلاطين ومشايخ الجنوب كما خاضت بريطانيا ضد حكومة المملكة المتوكلية في الشمال صراعا على مناطق في الجنوب والشمال اسفرت في النهاية عن توقيع اتفاقيات للتهدئة بالاضافة إلى أن الحكومة البريطانية لها خصوصية معروفة لوجودها في عدن ولها مصالح عميقة.

 

وفي ظل هذه الحقائق يأتي نقل الملف الى السيد مارتن جريفث الشخصية البريطانية كبداية رؤية استراتيجية للخروج من مأزق اليمن وبداية مرحلة جديدة من التفاهم والحوار الهادئ بين مختلف الأطراف والاخذ بعين الاعتبار المصالح على الأصعدة المختلفة: داخليا وإقليميا ودوليا.

*- الأيام