يكثر المتحاذقون في التبريرات لبقاء حكومة المفسدين والفساد ويلومون الضحايا من شعب الجنوب، ويقولون له لا ترفض الفساد، لأنك حينما تطلب ذلك الأمر فأنت تبتز الرئيس والتحالف وتعيق معركته الأساسية “هزيمة الانقلاب الحوثي”.
كلام عجيب وغريب وخلط أوراق يجيدها الإخوان وبقايا فلول المؤتمر.
فمن متى كان الفساد عامل نصر وحسم لمعركة ما؟
الفساد عامل هدم وهو من أبقى الحوثي صامدا حتى اليوم، بل وجعله يتحول من جماعة انقلابية إلى طرف في الأزمة ويتم الحوار معه من الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي.
شرعية الرئيس هادي وشرعية تواجد التحالف لم يعترف بها حقيقة سوى الجنوب وشعبه، بل إن شعب الجنوب قد بدأ معركة طرد جماعة الانقلاب الحوفاشية قبل بدء وانطلاق عاصفة الحزم العربية.
الإخوان وفلول المؤتمر يتقمصون رداء الشرعية “شرعية اليمن والرئيس هادي”، يتقمصون هذا الرداء كذبا وزوراً ومن داخله ينحرون الشرعية للطرفين “الرئيس هادي والتحالف العربي”.
ومن داخله يشنون حرب شعواء ضد أبناء الجنوب ومقاومته وحراكه السلمي والذين حققوا الانتصارات للشرعية والتحالف ولا يزالون يقدمون الانتصارات حتى الساعة في معظم الجبهات.
برداء الشرعية الذي يندثرون به كذبا وزورا يقفون ضد شراكة أبناء الجنوب ومقاومته، بينما الجنوب وأهله هو الشريك الحقيقي والصادق والفاعل قبل انطلاق العاصفة وبعدها ولا يزال.
إن احتكار الإخوان وفلول المؤتمر وتمسكهم بأنهم هم الشرعية يخل بالتوازن الحقيقي ويلغي حق أصيل وهو شراكة الجنوب وأهله والتي لولا الجنوب لما تحقق هذا النصر “تحرير الجنوب ومناطق من محافظات الشمال”. الشرعية مجترفة وكذلك التحالف وقد نبهنا لهذا الأمر من فترة طويلة.
القول بأن رفض الفساد والمفسدين يعد ابتزازاً للرئيس وللتحالف هو أمر غير منطقي ويخلط الأوراق بلؤم وسوء طوية ونية. إذ أنه كأنما يقول إنما الفساد والمفسدين هما الشرعية والتحالف.
إن محاربة الفساد والمفسدين وتنقية الشرعية والتحالف من هذا الوباء تتطلب توسيع الشراكة في التحالف لتشمل الطرف الجنوبي وهو الطرف الحقيقي والصادق في المعركة مع الرئيس هادي ومع التحالف العربي.
محاربة الفساد وإشراك الجنوب هو مفتاح النصر وليس سواه.
الإبقاء على وضع الشرعية كما هي والتحالف كذلك هو الهزيمة والابتزاز الحقيقي.
تحجيم دور الإخوان وفلول المؤتمر وإدخال الشريك الحقيقي وهو الجنوب هذا العمل سيكون عامل النصر والدفع بالمعركة نحو غايتها وبسرعة.
فالإخوان وفلول المؤتمر ليسوا سوى مبتزين ويشرعون للفساد ويحملونه الشرعية والتحالف، بل ويؤكدون على أن الإرهاب من منتجات الشرعية.
فالمخلافي (وزير الخارجية) قال أكثر من مرة إن تطبيع الأمور في عدن سيشجع على الانفصال.
ومجموعة 58 المقاومين والذين يقولون إنهم في صف الشرعية والرئيس هادي يقولون في الفقره الثالثة من بيانهم الذي نشرته صحيفة "عدن الغد": “ما قام به المجلس الانتقالي سيؤدي إلى الإرهاب وإعادة إنتاجه".
فهل بعد هذا اعتراف وإدانة تؤكد وتهدد بأن اصمتوا وابعدوا عن كنزنا الذي احتويناه “الشرعية والتحالف" وإلا فسنعيد الإرهاب!! وقد حصل اغتيال لأحد الأئمة “عارف الصبيحي” بُعيد نشر بيانهم بيومين، فهل قرأ مجموعة 58 ما سطوره ونشروه؟ أم أنهم بصموا على بيان جاهز ومن مطبخ معروف؟
إزاحة الفساد والمفسدين لا يعد ابتزازاً إلا لدى اللصوص.. “كاد المريب أن يقول خذوني..!!”.
*- الأيام