في مجلس مقيل منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي في الشيخ عثمان، مساء الخميس الماضي، 18 يناير، 2018م، أثار الأستاذ أحمد محمد قعطبي حالة نقاش وجدل حول كلمة المراقب السياسي لـ«الأيام» في عددها الصادر الأربعاء، 17 يناير، 2018م، ولأن المحروسة «الأيام» متوفرة يومياً ومجانا في منتدانا استجاب بعض الرواد والأعزاء لملاحظات الأستاذ القعطبي بأن المراقب السياسي كان حازماً في طرحه لقضية وجود طارق محمد عبدالله صالح في عدن، الأمر الذي أثار ردود فعل عند بعض من الأحزاب السياسية (والتي حددها المراقب بكلمة "معينة") التي تعتمد على العواطف التي لا تحرث إلا في بحر..
المراقب السياسي تطرق إلى تضحيات الجنوبيين واستبسالهم في صد العدوان على مدنهم وطردت باقتدار جحافل المعتدين وردتهم على أعقابهم خاسئين عام 2015، وصمدوا صمود البواسل خلال الفترة من 26 مارس حتى 17 يوليو 2015م، وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى.
نعم هناك مخاوف لدى البعض من وجود طارق، ولكن علينا أن نتعامل بالسياسة المرنة وليست المتطرفة الناتجة عن العواطف الجارفة للأخضر واليابس.. نعم تحرر الجنوب بأيدي أبنائه وعلى الشمال أيضا أن يتحرر بأيدي أبنائه وليس على قاعدة “اخرج له يا عبده". وعلى الجنوبيين - بحسب المراقب السياسي - توظيف قضية وجود طارق لحشد قواه الشمالية على أطراف الحدود الشطرية ودعمهم من التحالف الذي أعان الجنوبيين على إنجاز مهمتهم بالإسناد الجوي واللوجستي، ومثل هذه الصفقة فإن الأكثر أهلية للقيام بإبرام هذه الصفقة هو المجلس الانتقالي.
الأستاذ القعطبي صاحب تراكم قراءة وعمل سياسي وحزبي منذ الستينات وحتى الألفية الثالثة، والله يعطيه الصحة وطول العمر، فقد عبر عن تأييده وترحيبه بمداخلة المراقب السياسي لـ«الأيام» وقدم بعض الرواد ملاحظاتهم التي التقت مع قراءة الأستاذ القعطبي..
أقول للمراقب السياسي لـ “الأيام”: نعم السياسة هي فن الممكن لأننا ولا شك عندنا رؤيتنا الاستراتيجية للوصول إلى هدفنا إلا أن الجانب أو الشق الاستراتيجي يلزمه شقاً تكتيكيا وهذا يذكرني بأيام الدراسة في الزمن الجميل في مادة اللغة الإنجليزية، حيث كان هناك كتاب القراءة المعروف باسم New Method Reader وتعدل إلى New Method English لمؤلفه الشهير Michel West وكان إلى جانب الكتاب كتاب صغير أو كتيب اسمه “Companion” ويحتوي على الكلمات الصعبة ومرادفها العربي وأسئلة على كل قسم من أقسام الدرس، فالتضحية بالنسبة لنا هي الـ Text Book (كتاب القراءة) كجانب استراتيجي، أما الجانب التكتيكي فهو الـ (Companion)..
على الجنوبيين أن يحيطوا بالقضية بالمواقف التي أظهرتها الاطراف الخارجية المعنية بالقضية وكل ما استجد بين الحين والحين ومن ذلك تناولت قناة الإمارات مساء الأحد الماضي خبر وجود طارق محمد عبدالله صالح، وقد أثار ذلك التناول استغراب المشاهدين في عدن، وقد خال لي أنني كنت أمام طارق بن زياد وليس أمام طارق محمد عبدالله صالح، وعاد بي ذلك التناول إلى الماضي البعيد عندما كلف عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) القائد موسى بن نصير بفتح ما تبقى من أفريقية والمغرب الأقصى، وكلف بن نصير مولاه طارق بن زياد بفتح الأندلس فاجتاز المضيق بين قارة أفريقيا وقارة أوربا والذي عرف باسم "مضيق جبل طارق” وأطلق صرخته الشهيرة: “أيها الجند، العدو أماكم والبحر من ورائكم..".
إطراء أو المبالغة في الإطراء من جانب قناة الإمارات على طارق محمد عبدالله صالح له ما يبرره في السياسة، فهناك دور ستسنده الإمارات لطارق ولا شك أنه سيكون من عدن، والقضية كما يراها العرب الأحرار والسنة هي أن يكونوا أو لا يكونوا، وإلا سنغرق جميعاً فكلنا في قارب واحد، شريطة أن تكون لنا رؤيتنا.. نعم للجنوب ولكن للجنوب الفيدرالي.. نعم للجنوب ولكن للجنوب الخالي من المنعطفات الدموية.
نسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل.. آمين..!!
*- الأيام