أجراس أحمد عبداللاه وروائح الموساد المنبعثة من شبكات التواصل

2018-01-19 06:10

 

أجراس أحمد عبداللاه تقرع هذه الأيام بقوة وآخرها في «الأيام» يوم الإثنين الماضي، والأجراس العبدلاهية تردد : يناير على السطوح.. كيف تقرأ التاريخ؟ وتتزامن صلصلة الأجراس مع روائح مياه صرف صحي خرجت من مجاري الموساد الإسرائيلي إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمسألة مكشوفة للعيان ولا أعتقد أنها تتطلب درجة متقدمة من "قياس الذكاء" Intellegence Quotience لأنها تحمل هجوماً خالياً من الذوق.. شتم.. طعن.. لعن، حدد الحبيب المصطفى الموقف من ذلك، وهو لا ينطق عن الهوى، بالقول: "المسلم لا يكون طعانا ولا لعانا ولا شتاماً".

 

الهجوم والشتم والطعن واللعن بابتذال اقرأه في شبكات التواصل الاجتماعي، وينال ذلك مناطق بعينها ويتزامن هذا الابتذال مع مرور ذكرى يناير المشؤومة ومع القراءة الموضوعية الجادة للدكتور أحمد عبداللاه والرجل بقراءته تلك وأجراسه التي تقرع ويسمع صلصلتها إلى أعالي السماء، وإن دل على شيء فإنما يدل على نقاوة معدنه وأصالة انتمائه الجغرافي الذي ينبذ العنصرية والعصبيات البدائية المقيتة التي تحمل روح الانتقام.. روح الثأرات.. روح تصفية الحسابات روح إضرام النار والنار بطبيعتها لا تورث إلا رماداً.

 

ليعلم هذا الصنف من البشر الحاقد أن الإسلام حمل في ثناياه أنقى وأرقى اسمية في التاريخ تجلت في الصحابة رضوان الله عليهم صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبيشي، حيث ذاب التمييز العنصري عندما قال سيدنا عمر رضي الله عنه : "بلال سيدنا وأعتقه سيدنا" ويقصد سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

 

ما أراه في شبكات التواصل الاجتماعي من مياه صرف صحي هو من إنتاج الموساد الإسرائيلي وهو سيد الموقف في الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة العربية عامة وعدن خاصة لأنها مستهدفة، فالعقل اليهودي متقدم كثيراً على العقل العربي، لأن مساحة إسرائيل 20.000 كيلو متر مربعاً في حين أن مساحة بلاد العرب (12) مليون كيلو متر مربعاً، أي أن مساحة بلاد العرب: مساحة إسرائيل *600، والجامعة العبرية من ضمن أفضل 20 جامعة في العالم ونصيب الجامعات العربية لا يدخل إلا في أفضل (500) جامعة حيث ستجد (5) جامعات عربية بعد الرقم (450)، أما في مجال الأبحاث فتحتل إسرائيل مركز الصدارة على مستوى العالم في حين ترى بلاد العرب في ذيل القائمة، أما القانون في إسرائيل فيطال أكبر رأس في الدولة، أما القانون في بلاد العرب فيضرب جسده بالسياط حتى يدميه ويصرخ بأعلى صوته: لماذا حال القانون في إسرائيل في العلالي وحالي في بلاد العرب غارقاً في المجاري؟!

 

فكروا في جنوب فيدرالي بعيداً عن إثارة الأحقاد ونبش الماضي فكفانا منعطفات دموية حاقدة وحقيرة وعفنة، وليل إلى متى يا مهووسي الجنوب؟

 

أيها الجنوبيون:

 

إذا وضعتم بلادكم أو أي بلد عربي في ميزان المفاضلة مع جمهورية كرواتيا أو سلوفينيا او لاتفيا أو ليتوانيا أو مقدونيا أو ليسوتو وكلها مساحات متواضعة وسكان بنسمات بسيطة ومع ذلك فناتجهم المحلي أرفع من ناتجكم ولا يوجد فيها بسط على أراضي وتلحس العسل من طرقاتها وساعات العمل عندهم مقدسة في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس والمعاهد العليا والمصانع والمزارع والبنوك وغيرها، والمال العام عندهم مقدس وعندنا مدنس ولا مجال للمفاضلة بين ما يقراه المواطن من كتب في السنة وبين ما يقرأه عندنا (في بلاد العرب)، فخذ مثلاً الإسرائيلي يقرأ (40) كتاباً في السنة وسبعة من العرب يقرؤون كتاباً واحداً في السنة (أي سبع كتاب).

 

أيها الجنوبيون استوعبوا ما كتبه الدكتور أحمد عبداللاه من ألفه إلى يائه، والحجر من الأرض والدم من رؤوسكم فكفانا ضياعاً ودماء ونزيفاً..!!

*- الأيام