بهذه العبارة رفع أطباء مستشفى عتق بمحافظة شبوة احتجاجهم أمام مبنى المحافظة مطالبين برواتبهم المتأخرة منذ 9 أشهر !!
وأقام الأطباء مخيما تعبيرا عن احتجاجهم في محاولة يائسة لتلبية مطالبهم إلا أنهم جوبهوا بالتهديد والوعيد وتم إشهار السلاح في نحورهم في محاولة جبانة لإخماد أصواتهم عن مطالبهم المشروعة !!
وتعد الإضرابات والإعتصامات من أهم الآليات الاحتجاجية التي يستعملها الموظفون عامة للتعبير عن استيائهم وعدم رضاهم على أوضاعهم المهنية بما في ذلك الأطباء وهو يمثل سلاحا قانونيا يلجأ إليه المضربون للضغط على الإدارات التي يهمها مصلحة المواطن وتحرص على حياته !!
وهنا نسأل : هل يحق للطبيب الإضراب عن العمل في قطاع حساس مما ينعكس سلبا على صحة المريض ؟
والجواب هو نعم : لقد تحمل أطباء مستشفى عتق مشاق الغربة عن أوطانهم وفراق أهلهم وأحبائهم وتحملوا المعاملة السيئة والتجاهل التام من سلطات المحافظة ولم يضربوا عن العمل.. وتحملوا العمل في ظل رداءة الأجهزة الطبية المستهلكة ونقص الأدوية واللقاحات والعقاقير..ولم يوقفوا العمل !!
وتحملوا العيش في الأرياف والبوادي البعيدة في ظل ظروف حرب طاحنة ومخاطر جسيمة تعصف باليمن عامة وتصلهم إلى المستشفى حالات القتل والإصابات يوميا ويتعاملون معها كرسالة إنسانية ومهنة نبيلة تتفوق على سائر المهن وهي مقياس لرقي وحضارة وعلم شعوب الأمم الحية !!
وفي هذا العصر المادي البغيض الذي طغت فيه الأخلاق الرذيلة من جشع وأنانية وجحود وقسوة طمست القيم والكرامة الإنسانية كما هو حاصل اليوم ويجري أمام الأشهاد في عتق وما يعانيه الأطباء من صلف وغرور وتجاهل وكبرياء من السلطة المحلية للمحافظة عندما حرم الأطباء من مرتباتهم لمدة 9 أشهر في ظل ظروف قاسية حتى اضطروا لرفع أصواتهم مطالبين بحقوقهم المشروعة وبدلا من تلبية مطالبهم تشهر الأسلحة في وجوههم ويطالهم الترهيب والوعيد بينما وصل الفساد حتى النخاع في إدارة المحافظة ولا رقيب ولا حسيب عليهم وهم ينهبون موارد البلاد والعباد علنا فيأخذون ضرائب على القات تلك الآفة اللعينة كما يأخذون 7 ريال ضريبة على المحروقات للتر الواحد !!
والسؤال هو : إلى أين تذهب تلك الأموال وغيرها من الموارد ولصالح من ؟
ولماذا لا يتم سداد رواتب الأطباء من تلك الإيرادات التي تذهب إلى جيوب الفاسدين من سلطة المحافظة ؟
وهل يعرف هؤلاء الفاسدين أن الطب مهنة نبيلة وليس جمعية خيرية أو خدمات مجانية أو صدقة جارية لعلاج الناس؟؟
والمريض هو المستفيد من خدمات الطبيب وكل صاحب مهنة يعمل فيها ابتغاء سداد تكاليف عيشه هو ومن يعول من أسرته والطبيب صاحب مهنة إنسانية يستفيد منها المريض بعد أن يدفع ثمنها من عمره وصحته وشبابه وبعده عن أحبابه ويستحق راتب أكثر من أي موظف آخر!!
ولا مجال للمقارنة بينه وبين أي شخص آخر يجلس على مكتب وثير يحتسي الشاي ويوقع بعض المعاملات ويغادر الساعة 11 صباحا بعكس الطبيب الذي يداوم أكثر من 9 ساعات هذا غير الاستدعاء آت والطوارئ حتى بعد منتصف الليل وينهض مسرعا من نومه لإنقاذ مريض في حالة حرجة ملبيا نداء القسم والواجب وبالمقابل يجد الجحود والنكران من إدارة المحافظة وتستباح إنسانيته وكرامته!!
ويقف بالساعات في وهج الشمس وهو رافع لافتة يطالب فيها براتبه ومستحقاته ويقابل بالتهديد وإشهار السلاح في وجهه من سلطة غير مسئولة ويجد نفسه في النهاية يعمل بلا مقابل وتنتهك حقوقه بينما إدارة المحافظة تسرق وتنهب علنا من قوت الشعب وموارده في شبوة!!
وفوق هذا وذاك هؤلاء الأطباء نزلوا ضيوفا علينا وجاءوا من بلدان بعيدة وحق علينا إكرامهم ومعاملتهم بالحسنى وليس لنا من فضل عليهم عندما يطالبون بحقوقهم المشروعة..!!
وأخيرا نقول: تبا لك من سلطة وتبا لكم من إدارة فاسدة يا محافظة شبوة ألا تستحون من أفعالكم المخزية أمام الله ؟؟!!
ونقول لأهل شبوة إن الساكت عن الحق شيطان أخرس !!