منذ التاسعة من مساء الخميس، 28 ديسمبر، 2017م، منذ صدور الاستفزاز الرخيص من مسلحين، أحدهما وقف عند البوابة يستطلع الحضور وخابته أحلامه عندما رأى أنني غير موجود فأبلغ صاحبه الآخر بأنه "مش موجود" (ويقصدني أنا)، وحتى التاسعة من مساء الأحد 31 ديسمبر، 2017م وأنا في حالة نشوة لا تتسع لها صدور البشر، حيث تلقيت عشرات وعشرات الاتصالات وعشرات وعشرات الرسائل الهاتفية (بريد عادي وواتس)، وعشرات الزوار إلى المنتدى للاطمئنان علي ومواساتي، وما كتبته أقلام رصينة دشنها أخي علي سالم بحيري بالموضوع التوماهوك، ثم موضوع ناري آخر من السفير محمد صالح الهلالي، وصالح علي الدويل، وعبدالله علي لقور، وهشام سقاف، وسمير شميري، وعلي سالم اليزيدي.
واتصل الرئيس علي ناصر محمد بصحيفة «الأيام»، وأبلغ إدارتها استنكاره الشديد لما تعرضت له من ملاحقة من قبل أولئك الجبناء، ومبديا تضامنه الكامل معي.. كما وردتني اتصالات من الوزير أحمد ميسري والسفير د. ياسين سعيد نعمان، ومهران القباطي وخلدون العزي ود.سمير شيباني وعبدالله الناخبي وقاسم عبدالرحمن ونايف البكري وعمر علي وعميد الأسرى الجنوبيين ادنستو شي جيفارا المرقشي، وعلي حيدرة وعبدان دُهيس وأنور علي عوض بامطرف وأحمد عمر حسن والدكتور عبدالقادر الكاف وعلي السليماني وعبدالعزيز السليماني.
ولا أنسى رسائل وصلتني من الشيخ بن شوبه وجميل جازم وفكري راوح ونبيل صوفي وبن حطبين، ورسائل عديدة لم يفصح أصحابها عن أسمائهم (أرقام بدون أسماء) وإنما مضمون رسائلهم فيه الوفاء والحب والتقدير، وبعضهم - كما يبدو - من طلابي السابقين.. ومن الرسائل التي أعتز بها كانت رسالة أخي وزميلي محمد سعيد الزعبلي وعبدالله الحوثري، ورسالة الأستاذ أبوبكر باعبيد، رئيس غرفة عدن، والأستاذ خليل طه، مدير عام غرفة عدن، والمستشار إقبال منير، مستشار الغرفة، وكل زملائي وزميلاتي في الغرفة، وفي «الأيام» و "عدن الغد".
تجلت الاتصالات كالعادة بالحضور النسوي الذي تتميز به عدن عن سائر مدائن الجزيرة والخليج، ويحضرني هنا ذكر العزيزات مرام زوقري (والدة الدكتور واعد باذيب)، ونجلاء شمسان وسلوى العامري ود. سعاد عبدالحبيب أحمد، وأخريات من ربات البيوت وهن كثر.
وماذا عن أشاوس المراقشة؟
الأحد 31 ديسمبر 2017م .. 4:31 مساءً
وصلتني هذه الرسالة:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله على سلامتك.. أنا عبدالحكيم سالم المرقشي، لقد أزعجني ما قرأته حول محاولات اغتيالك من قبل بعض العصابات المارقة الحقيرة التي هدفها إسكات صوت الحق وتصفية آخر كوادرنا النقية التي لم تؤثر عليها رياح التغيير.. أنت المصباح المتبقي الذي يضيء لنا الطريق المعتمة، وأنا من محبيك من حوالي ثمان سنوات، وتخدرني مقالاتك والخلفية العميقة وأسلوبك المرن وقوة صراحتك، وأتمنى من الله أن يحفظك وأن ينتقم ممن سفكوا دم كل بريء، والله المستعان.. ولك تحياتي وتقديري، وأقول لك اصدح بصوتك وقلمك عاليا، والله معك ياهامة الجنوب.
أريد أن أوضح لك حتى لا يدخلك الشك، أنا حكيم سالم ناصر المرقشي، محافظة أبين مديرية خنفر مركز باتيس، عسكري، والدي شيخ قبيلة آل عباد، والأسير أحمد عمر العبادي من آل عباد، والدي عقيد ركن مسرح من أربعة وتسعين، أخذت رقمك من بيروت صاحب باتيس، وأنا لست بصدد سرد ما ذكر آنفا، ولكن لكي تطمئن لأنك لا تعرفني ومعك حق تتحفظ من أي رقم يتصل فيك.. وآسف إذا أزعجتك..
تحياتي لك يا بطل".
ردي عليه: رسالتك وسام شرف على صدري وستراه في «الأيام».
محمد هشام باشراحيل صاحب الدبشة والربشة
واقعة استغرقت دقائق معدودات من ليل الخميس 28 ديسمبر 2017 إلا أن ثلاثة أيام من ردود الأفعال من داخل البلد وخارجها، وبهذا الحجم (طولاً وعرض وارتفاعاً) لم أكن أتصورها.. أنا موجود فعلا في قلوب الناس، ولكن اتضح بأنني موجود بأضعاف وأضعاف ما تصورت، الأمر الذي لم يسبب لي إحراجاً وحسب، بل وسبب إحراجاً للحثالات التي بعثت بالشابين البلطجيين.
لعلم الجميع داخل أروقة السلطة وخارجها أن ولدي وزميلي محمد هشام باشراحيل كان صاحب الدبشة والربشة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، إلا أن الدبشة والربشة لها أوركسترا قائدها تمام باشراحيل ونائبه باشراحيل هشام باشراحيل.
إنها نعمة.. اللهم احفظها من الزوال!!
*- الأيام