حقا لقد كان الخالد الذكر عمر بن عبدالله الجاوي، رجلا غير عادي في زمن عادي.. نعم، إنه صانع الملاحم، يحمل السلاح في الهبة الشعبية، ويحمل القلم في وجه أي ديكتاتور.. هو ابن مدينة الوهط (مدينة القامات والهامات) في لحج، ومن مواليدها عام 1938م.. وفيها تلقى دراسته الأولية، وغادرها بعد ذلك إلى قاهرة المعز، وهناك أسهم في تأسيس اتحاد الطلبة اليمنيين عام 1956، وتضايق الإمام أحمد من ذلك التصرف، واعتبر الجاوي مروجاً للماركسية، وأبعدته السلطات المصرية عام 1958، ليعود إلى تعز.. وبعد عام واحد غادر إلى موسكو للدراسة الجامعية.. وفي عام 1966م كان الجاوي من المشاركين في تأسيس رابطة أبناء اليمن.
بعد حركة 5 نوفمبر 1967 عينه محمد عبده نعمان، وزير الإعلام، رئيسا لتحرير صحيفة “الثورة”، وكانت مهمة الجاوي مزدوجة، فهو أحد رموز المقاومة أثناء فترة الحصار، وهو المدافع القلمي عن الثورة، وجعل من مقر صحيفة “الثورة” مقرا لعمله وسكنه في آن.
وللجاوي نصيب في تأسيس كيانات حزبية سياسية دشنها عام 1969 بتأسيس حزب العمال، وفي عام 1971 بتأسيس حزب العمل.
*الجاوي رجل اتحاد الأدباء
أسس الجاوي مع زميليه عبدالله فاضل فارع وصالح الدحان نواة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، في اجتماع تمهيدي دعوا إليه (17) أديبا وكاتبا، وحصلوا على مقر للاتحاد في عدن، وافتتح رسميا في 28 سبتمبر 1972م.
*الجاوي رجل الحكمة
أسس الأستاذ أحمد عبدالوهاب الوريث مجلة “الحكمة” في صنعاء عام 1938، واستمرت لعامين فقط بعد صدور أمر ملكي بتوقيفها، واستأنف عمر الجاوي هذا المشروع الثقافي في 15 أبريل 1972، وصدر من "الحكمة" 177 عدداً حتى نوفمبر 1990، وكان الجاوي رئيسا لتحريرها.
*الجاوي رجل الإذاعة والتلفزيون
عمل عمر الجاوي مديرا عاماً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون عام 1971 ولم يستمر طويلاً لتفرغه لمهام أخرى كان يراها أكثر إلحاحاً، حيث انتخب في 28 نوفمبر 1972 عضوا في اللجنة الدستورية، وفي 10 سبتمبر 1981 وقع مع زميله محمد عبدالله الفسيل ورئيس اللجنة على مشروع دستور دولة الوحدة التي اجهضت في حرب صيف 1994 التي نتج عنها 7 يوليو 1994 السيئ الصيت.
*الجاوي رجل التجمع والحوار الوطني ووثيقة العهد والاتفاق
اسس عمر الجاوي مع رفاق اخرين حزب التجمع الوحدوي في الثالث من يناير 1990م ومثل حزب التجمع في الحوار الوطني عام 1994 وشارك في صياغة وثيقة العهد والاتفاق بالعاصمة الأردنية في 20 فبراير 1994م.
*الحريبي ينوب الجاوي شهيداً عن بوابة «الأيام»
يوم 10 سبتمبر 1991م وجه الاستاذ هشام باشراحيل الدعوة للعزيزين عمر الجاوي والمهندس حسن الحريبي لتناول طعام الغذاء في مبنى «الأيام» ومقر سكن هشام وتمام باشراحيل في صنعاء وعند وصولهما اطلقت عصابات النظام وابلاً من النيرات استهدفت عمر الجاوي الا ان الرصاصات ظلت طريقها لتسكن جسد المهندس حسن الحريبي وسجله التاريخ بانه شهيد «الأيام» وهو شرف كبير لها، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
*الجاوي في ذمة الله والتاريخ
في الساعة الرابعة والنصف من عصر الثلاثاء 23 ديسمبر، 1997م نعى الناعي وفاة عمر عبدالله الجاوي من عمر ناهز الستين عاماً بعد رحلة عطاء ثري وغير مسبوق.. رحم الله فقيدنا!.
*-الأيام