بطانة السوء:ارحلوا...

2012-10-05 13:12

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 بطانة السوء:ارحلوا...

 

 

بقلم حسين زيد بن يحيى

ثقافة (اليمننة) الوافدة في التوريث و المشيخة و العسكرة و الزعامة الفردية كادت تعصف بالحراك التحرري الجنوبي لكن الحمد لله غمة وانزاحت بأقل خسائر ممكنة , مع ذلك الإشكالية لم تكن يوما محصورة بصنميه (الزعيم) بل في مجمل بطانة السوء التي شكلت أرضية خصبة للفردية و إعاقة العمل المؤسسي , لا خلاف المجلس الأعلى للحراك فيه مناضلين صادقين أمثال شلال و الخبجي و طماح إلا أنها تظل أقلية لم تتمكن من حمل مشاعل حركة التجديد بسبب سيطرة الحرس القديم و المؤلفة قلوبهم على أغلبية المجلس,  لذلك لا معنى لحركة التجديد و التصحيح الحراكية أن توقفت عند (الزعيم) ومستشارة الأمني , على اعتبار أن الضرورة الثورية تتطلب تجفيف كل تلك البيئة العجائزية البليدة التي ساهمت بنسب متفاوتة في أعاقة حركة انطلاقة الحراك , بوضوح أكثر حركة التجديد الحراكية يجب أن تستكمل إزالة التجاعيد المشوهة للمجلس الأعلى للحراك , دون أن يعني ذلك جحود أهمية الخطوة التي مثلت حجرا حرك المياه الراكدة الأسنة , حيث أن الضرورة الثورية تستلزم مواصلة الربيع ألحراكي الذي سيزهر بعد استكمال تساقط خريف الوجوه المنتهي عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد , مصداقية وجدية الانطلاقة الجديد ة تختبر بذهابها لغاياتها المنشودة بالتجديد بأدوات و حامل جديدين , بتأكيد –أيضا- دفق التجديد و استعادة وهج الحراك و القه لا يستقيمان مع استمرار بقاء الحرس القديم جاثما على صدر المجلس الأعلى.

تحصنا من محاولة التفافية أخرى أو ردة رجعية تلوح ملامحها بالأفق ما لم تتم عملية إعادة بناء المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي على أسس ومعايير مبدئية نضالية , الضمانة من عدم الذهاب لردة جديدة أن يكون حامل عملية البناء كوادر اختبرت  و جربت بمعمعان النضال اليومي منذ سنوات بعيدة و بعيدا عن الذاتية حتى لا يعاد أنتاج الماضي مرة أخرى , كذلك يجب التشديد في التقييم الذي يسد كل الثغرات التي قد يتسلل منها (المؤلفة قلوبهم) بما يتجاوز المناضلين الحقيقيين منذ خط البداية , على اعتبار أن التجربة الماضية أثبتت عقم الاعتماد على (اللحقة) و بقايا النظام القمعي الأمني السابق الذين يجيدون فقط التصفيق للزعيم , تجربة مريرة لم يحصد منها الحراك غير طفح مرضي على شاكلة ألناخبي و ألفضلي  وناقر الخشب ومستشارة , بوضوح أكثر و بعيدا عن المجاملات الجنوب الجديد القادم حتما لن يأتي إلا عبر أيادي بيضاء نظيفة مناضلة ,لا خلاف تصالحنا وتسامحنا إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إعادة تسويق العفن (الديالكتيكي) مرة أخرى , أمر يتطلب خلق بيئة صحية آمنة للحراك تحول دون تسلق انتهازي آخر يعيق الانطلاقة مجددا , لكل تلك الاعتبارات و المحاذير مجتمعة بصوت عال لا يخاف في الله لومت لائم بداية بأدب نناشد بطانة السوء : ارحلوا ..

 

*زنجبار – أبين

5-10-2012م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن