ياابن مدينتي الغنَّاء تريم..
ياابن مسقط رأسي تريم..
ياابن عاصمة الثقافة الإسلامية تريم..
يابن الأكارم والطيبين..أيها الشهيد رامي..وداعا ..وداعا..
وكيف لي أن أعبر عن هذا الوداع العظيم،فلم تعد تسعفني القصيدة أو الكتابة..وكيف تكون لي القدرة على منافستك في التعبير، وأنت قد سبقتني،فعبرت عن ذلك بشيء مغاير،والمغايرة فعل إبداعي،هذا التعبير الجميل الذي فاجأتنا به،جعل القصيدة الآن تقف بذهول ودهشة،وتعلق في صدارة عنوانها صورة إبداعية التقطتها،أنت بمهارة فائقة،بكاميرا هاتفك الجوال لقاتلك،صورة نادرة لم يسبقك إليها أحد من قبل لالتقاط مثلها..مشهد حي لمواجهة بين شهيد ناضل سلميا،ولم يكن يحمل غير هاتفه الجوال المزود بكاميرا وقاتل محترف القنص،والنتيجة شاهدة للعيان..
لقد كنت تدرك أنك بالصورة تخوض مقاومة للحراك السلمي،لقد تحولت الكاميرا وكل شيء في ذلك المكان إلى شاهد إثبات على واقعة الجريمة..على مهنة القتل البشعة..إن الصورة سوف تقوم بالدفاع عنك والإدلاء بشهادتها في قاعة المحكمة وسوف تشير إلى وجه القاتل.. و تصرخ هذا هو القاتل..هذا هو القاتل..وسوف يدونها التاريخ..في الصورة تكمن الحقيقة الكاملة..
لهذ ا لا أستطيع الآن وفي هذا الوقت الجلل أن أكتب القصيدة.. للقصيدة الآن أن تتراجع و تتوارى خلف هذه الصورة،فلا مجال للمقارنة بين قصائدنا وهذه الصورة..
نعم.. القصيدة حالة تتألق في أفق إبداعنا الثقافي،والصورة التي التقطتها كاميرا الشهيد لقاتله قبيل لحظات من زفاف روحه إلى بارئها،حدث لم يكن يخطر في بال مبدع من قبل..حدث تجاوز أفق إبداعنا المطرز بالقصائد..حدث يدخلنا مرحلة جديدة لحراكنا السلمي، يتراءى من خلاله تاريخنا المستقبلي،بأفقه الواسع الممتد على أرض جنوبنا الحبيب،الذي يخطو بكل تفاؤل وثقة إلى استعادة دولته الجنوبية المستقلة الكاملة السيادة..
إنها مرحلة جديدة لحراكنا السلمي..هذا الحراك الذي يشكل الحلقة الفولاذية المتشابكة في عملية مقاومة سلمية قد غيرتنا جميعا..فقد أصبح الحراك إيمانا يتغلغل فينا..يصغي لما يجري حولنا..حتى أصبحنا على واقع جديد يهيئنا لمهمات تتجدد وسائلها بدءًا من الشعارات على الجدران حتى الوصول إلى المواجهة المباشرة سلميا بالمليونيات مع الاحتلال..وكنت أيها الشهيد واحدا ممن طوروا هذه الوسائل،فانخرطت في الفوج الأول..في العام الأول لانطلاق الحراك السلمي لإنجاز هذه المهمات..كنا نصحو في مدينتنا على شعارات هنا وهناك تندد بالاحتلال،قمت بخطها سراً..وتتركنا نتساءل :من هذا الذي يصوغ نشيد الحرية لنقرأه وتقرأه أجيالنا القادمة؟..حتى جاءت اللحظة التي عرفناك فيها وأنت تتدثر براية الحرية محمولا على آلاف الأكتاف التي سارت في يوم عرسك البهي..
هذا هو عرسك أيها الشهيد العظيم ..
وطوبى لك في عرسك الجنوبي الكبير..
وطوبى لكل الشهداء..