هل سيشتعل اليمن بعد قتل صالح ؟

ما كنا نتمنى أن تكون نهاية الرئيس السابق علي عبد الله صالح بهذه البشاعة ،ولكنها عدالة السماء ،فقد غدر بالرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ،وحكم اليمن 33 عاما وصفى خصومه شمالا وجنوبا ،وانقلب على حلفائه شرقا وغربا، وكان يبدل تحالفاته ،مع أصدقائه وأعدائه، على السواء كما يبدل ملابسه .

وهاهو اليوم جثة هامدة، مخفية في سراديب مظلمة لم يدفن حتى الآن ،ولم تشاهده جموع الشعب ،التي صفقت وهتفت له في سالف الأيام ،وتخلت عنه اليوم !!

لا مراسم لتشييعه، ولا مواكب عسكرية تحمل نعشه ،ولا تعزف الموسيقى الحزينة لوداعه، ولا تقرع الطبول لجنازته، ولا عربة مدفع يسجى عليها جثمانه ،ولا أعلام تلف جسده ،ولا جماهير تودعه بالدموع، والأعلام السوداء ،ولا قبائل تحتشد عند رأسه لتأخذ بثأره ،خذلته قبائله وخذله حزبه ،وأنصاره والحرس الجمهوري ،لا تبكيه صنعاء ولا عدن ولا حتى مسقط رأسه، ولا مجالس للعزاء..

خذلته حاشد وقبيلته سنحان، وغاب عنه مشايخ المصالح، الذين ضللوه وأضلوه، وتركوه وخذلوه سقط من سمى نفسه الزعيم ،وبمصرعه ستتدحرج مئات الرؤوس، وموته سيدخل اليمن في أنفاق مظلمة ،وحروب مستعرة ،لا يعلم بها إلا الله ،والإمامة أطلت برأسها من جديد وسيوفها مجردة ،ستقطف مئات الرقاب رخيصة بلا ثمن ،وكما صفقت الجماهير في سالف الأيام لصالح ستصفق للإمامة من جديد ،وهذا هو اليمن لمن لا يعرفه ،وهو اليوم على مفترق طريقين، لا ثالث لهما ،إما أن يكون، أو لا يكون  إما أن ينهض ،ويستعيد زمام أمره ،ويعود إلى عروبته ،وإما أن يسقط في مستنقع المجوس ؟