ثروتنا الحقيقية

2012-10-05 10:02
ثروتنا الحقيقية

عبدالله الشرعبي

ظهور البترول في المنطقة العربية و الطفرة التي حصلت وحولت العرب من رعاة أغنام و جمال إلى اصحاب ثروات طائلة و التحول الذي حصل مادياً و نتج عنه كل التغيرات التي قلبت عادات وتقاليد بل وتفكير المواطن في بلدان الثروه هي نفسها التي اغفت العيون ولفترة طويلة عن مستقبل بلادهم الذي اعتبروه حالياً مشرق .

في اليمن كذلك حصل نفس الشيء بعد ظهور البترول والغاز اصبح المسؤولون عن ادارة شؤون البلاد كالمجانين يسرعون في جني ما نتج عنه هذا الظهور وهم يعلمون أنه ثروة طائلة ولكن لفتره محدوده وإما ان يغادرو البلاد لفسادهم أو عندما ينضب مخزون ما ينهبون .

المصيبه الكبرى هي أن كل هذا نعيه ونعلمه جيداً بكل طبقات و فئات الشعب اليمني و ندرسه في مناهجنا أيضاً و نعلن عنه و نناقشه في برامجنا ولكن نصر على  ان نغض أبصارنا عن الحقيقة التي لو تأملنا فيها لوجدنا ثروتنا الحقيقية والتي من المفروض أن تسخر كل إمكانيات مخرجات البترول والغاز لدعمها والتي يسعى العالم الطامع من حولنا بثرواتنا لإغفالنا عن هذه الحقيقة ألا وهي ما اعتمد عليه آباءنا و أجدادنا وهو ما سيعتمد عليه الجيل القادم و من بعده .

ومن تلك الثروات البن اليمني ، أين موكا و أين مكانتها العالمية؟ أين قهوة الصباح التي لا تكاد تخلو منها بيت أو مطعم أو طائرة أو منتزه حول العالم ؟  أما كان أحرى بنا بأن تكون هذه القهوه يمانية ؟ و أين الزراعة بشتى انواعها ومحاصيلها أليست هذه هي التي صنعت لنا المكانة التاريخية وهي من سترفع رايتنا من جديد و ذلك بسبب اكتفاءنا لقوتنا و احتياج غيرنا لنا . أما تعلمون أنه إذا قام اقتصادنا على البن سيكون ضمان لنا و لمستقبلنا وعلينا تسخير الطاقة والإمكانيات والثروات النفطية لخدمة هذا المشروع .

الصناعة فقد كان لليمانيون على مر القرون السابقة دور كبير في الصناعة داخل بلادهم وخارجها وامتد ذلك ليصل إلى معظم الدول ذات المكانة الدولية فهم اصحاب افكار و قوم فيهم حماس للعمل والإبداع في شتى المجالات ، ألا يستحق ذلك أيضاً الإلتفات لمنح هذا المجال الواسع جزءاً من الثروة المكتسبة من باطن الأرض لنرتفع بها لا لأن نكون دولة مستهلكة نبيع ثروتنا لشراء حاجياتنا من الآخرين ؟ ماذا ينقصنا؟!

الثروات السمكية والسياحية و غيرها مما حبانا الله به لابد لنا من مراجعة حساباتنا و إدراك الحقيقة قبل فوات الأوان فلن ينفعنا الندم حينها وسنعود إلى نقطه انتهى عندها اجداد اجدادنا في الإستفادة من الثروة الحقيقية .