لم يكن من السهل تحرير عدن ،وباقي محافظات الجنوب، عام 2015 م ،من ربقة الغزو الحوثي – العفاشي ،إلا بمساندة ودعم قوات التحالف العربية ،التي تصدت للعدوان برجالها، وعتادها وأموالها ،وسعت باقتدار لإرساء دعائم الاستقرار ،في محافظات الجنوب المحرر ة عامة ،وعدن خاصة ،ولكن والحق يقال ،ورغم كل تضحيات رجال المقاومة الوطنية، ودول التحالف العربي ،إلا أن الفساد لازال متجذرا في عدن ،من بقايا الدولة العميقة التي بناها صالح .
ولازالت أيادي الشر والإجرام ،تنشر الفوضى والتخريب في عدن بالذات .. ولازالت سلطة "معاشيق " منقسمة على نفسها ،ومهاجرة وغير قادرة على ضبط الأمن ،وإدارة الحياة اليومية لسكان عدن العاصمة .. وهناك إمبراطوريات صغيرة ،لازالت تدير لعبة العبث بالأمن والاستقرار والاقتصاد في البلاد ،وتكرس الفوضى وتنشر التخريب !!
وهذه الإمبراطوريات الخفية، تديرها رموز ظاهرة للعيان في الجانبين ،وشبكات سرية تابعة لهم تعمل في الظلام ،وتطل علينا بين الحين والآخر، وفيها عناصر هدامة من أبناء الجنوب أنفسهم ،مع الأسف الشديد وهناك دلائل على هذا العبث الأمني والاقتصادي ،الذي يضرب عدن تحديداً ومن ذلك :
- تمكنت نقطة أمنية في معبر سناح الحدودي بالضالع من ضبط ثلاث سيارات محملة ب 2 مليار و200 مليون ريال يمني حسب مصادر محايدة .
- 900 مليون منها قيل أنها رواتب لتعز من مصرف الكريمي .
- 1 مليار و300 مليون تم سحبها من البنك المركزي في عدن من حساب رقم 851121 /4
وهو حساب خاص لشركة (عبر البحار) والعائدة ملكيتها لمتنفذين كبار.
كما تم تهريب أموالاً ضخمة من العملة اليمنية المطبوعة في الخارج عبر منفذي "شحن"و"صرفيت" بمحافظة المهرة عبر قوارب بحرية أو طرق فرعية ,ويسبب تهريب الأموال ،بهذه الوسائل تدهوراً كبيرا في أسعار العملة المحلية ،حيث أنها بدون غطاء أجنبي يحميها، ويؤدي ذلك إلى انعدام السيولة النقدية في الأسواق !!
وآخر فضائح تهريب العملة ،هو ما تم اكتشافه في أربع حاويات ،في ميناء عدن ،فيها أوراق نقدية مطبوعة في الخارج ،هذا عدا ما تم تهريبه إلى الخارج، واستنزاف للعملة الصعبة ،من البنك المركزي في عدن !!
ولمداراة تلك الفضيحة قيل فيما بعد، أنها رواتب الموظفين في عدن ،الذين وصل بهم الحال ،إلى أن إحدى الممرضات ،نزلت إلى وسط الشارع ،وجثت على ركبتيها ،وأوقفت السير تماماً ،معلنة احتجاجها على عدم تسلم رواتبها ،بعد أن مضى عليها أكثر من 8 أشهر .. انه ذل ما بعده ذل تتعرض له الماجدات من بنات عدن .. يتسولن رواتبهن في الشوارع، ويتضورن جوعاً هن وأطفالهن ولا مجيب !!
أما في الجانب الأمني فحدث ولا حرج فلازال العبث بالأمن هو هاجس المرحلة وركنها الأساسي خاصة عندما تطل علينا طيور الظلام ،بين الحين والآخر ،لتغتال الآمنين في الشوارع، والمعسكرات ،والمباني الحكومية ،مستهدفة الأبرياء ..!!ناهيك عن انهيار الخدمات الأساسية من كهرباء ونظافة وتصريف صحي وانتشار الأوبئة والأمراض ...
والسؤال الذي لازال دون إجابة :
إلى متى هذا العبث يا حكومة " الشرعية "
أما آن لهذا الليل الحالك السواد من آخر ؟