الأمن هو صمام الأمان لاستقرار في الأوطان وبدونه يتعطل كل بناء واستقرار, والأمن هو الصرح المتين لأي نظام سياسي , وعند انعدام الأمن والاستقرار , يتلاشى الاقتصاد , وتشل عجلة التنمية في غياب الأمن !!
ويعتبر الإسلام الأمن هو تأمين المسلم , فدمه وماله وعرضه حرام على أخيه المسلم , ولا يجوز له , قال تعالى : " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " الآية 93 – سورة النساء .
وقال صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " والأمن حاجة إنسانية وغريزة فطرية , لا تتحقق السعادة بدونه , ولا يدوم الاستقرار مع فقده , لأن مصالح الفرد والمجتمع مرهونة بتوفيره , والأمن يحقق راحة البال وانشراحا في الصدر , وشعورا بالسعادة والطمأنينة , ولا يتحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي إلا بالأمن , فهو أساس النهضة والبناء , وبدونه تعم الفوضى , ويستوطن الخوف ويعم الضياع .
ومطلب الأمن يسبق طلب الغذاء , فبغير الأمن لا يستساغ طعام ولا شراب وقد قيل لحكيم أين تجد السرور ؟ قال : بالأمن , فاني وجدت الخائف لا عيش له ’ والحياة في ظل الأمن يحيا الإنسان حياة طيبة مباركة , يثمر وينتج , ويبدع وهو مطمئن على دمه وماله وعرضه .
والدول الناجحة في نظامها السياسي هي التي تستطيع الحفاظ على أمنها داخليا وعلى حدودها خارجيا وتوفر الآتي :
- تامين الأوضاع الاقتصادية للمواطن .
- تامين وتحسين مستوى التعليم.
- تأمين وتحسين الخدمات الأخرى .
- تحقيق قيم العدل والحرية والمساواة .
ومن أهم فوائد الأمن ما يلي :
- ممارسة النشاط في مختلف المجالات بكفاءات عالية والإبداع في العمل .
- جلب السياح .
- الاستثمارات والنهوض اقتصاديا .
- قمع الفتن والقلاقل والفوضى.
- الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم .
- يساعد على الحوار والتفاهم , وتداول الأفكار ويردع من يحاولون فرض أفكارهم بالقتل والإرهاب .
- منع الحروب التي تساعد على نشر الجرائم التي تؤدي إلى : - اغتصاب النساء – تشريد الأطفال – تشتت العائلات – زيادة النزوح واللجوء وهذا كله يؤدي إلى هدم المجتمعات وتدمير الأمن .
- وفي البلدان التي يتوفر فيها الأمن والاستقرار يفد إليها الناس وينقلون أموالهم , وتنتعش اقتصاديا فالاستقرار أساس أعمار الأرض أما البلدان المضطربة يفر الناس منها مخلفين أحبائهم وأموالهم وديارهم ومزارعهم ويتشرد أهلها في أصقاع الأرض .
وقد سئل بعض العلماء عن الأمن هل أفضل أم الصحة ؟ فقال : الأمن أفضل , والدليل عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان ثم أنها تقبل على الرعي والأكل , ولو أنها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب , فإنها تمسك عن العلف ولا تتناوله إلى أن تموت "
وذلك يدل على الضرر الحاصل من الخوف اشد من الضرر الحاصل من الجسد !!
وفي عدن فان الأجهزة الأمنية صاحبة العلاقة المباشرة المناط بها توفير الأمن والأمان للمواطن هي أجهزة حديثة النشأة عديمة الخبرة محدودة الإمكانيات وهي في الأغلب الأعم ليست متخصصة في دراسة الأمن علميا في فروعه ا لمختلفة , وقد جاء تعيينها بصورة ارتجالية وعاطفية مستعجلة .
ونحن هنا لا نشكك في وطنيتها ومصداقيتها , فهي معظمها , جاءت من قلب المقاومة الوطنية , وقد أبلت بلاء حسنا , في تحرير الجنوب وخاصة عدن ولكن الدولة العميقة التي أسسها "صالح "ضاربة جذورها , في مختلف مفاصل وأجهزة الدولة , خاصة داخل العاصمة " عدن " ولازال له أتباع وأذناب فيها , عدا الخلايا النائمة من القاعدة وغيرها , التي تشن هجمات مفاجئة , وتضرب مؤسسات الدولة بعمليات انتحارية بين الحين والآخر وتغتال رجال المقاومة , وهذه الخلايا تأتمر من بعض عناصر الإصلاح النافذة في حكومة الشرعية , وتدير عمليات التخريب , في المناطق المحررة , وخاصة عدن , أما باقي قيادات الشرعية فكل همها هو جمع المال وإطلالة وزرائها ومنظروها علينا كل مساء , من على شاشات الفضائيات وتتجاهل معاناة المواطن والشارع في عدن هو الغائب رقم واحد عن أجهزة الدولة لان القيادات لا تعرف ما يجري فيه واختلطت الأمور وأصبح الناس سواسية اللص .. والنصاب .. والشريف والنظيف .. وصاحب الأخلاق والفاسد .
وأفرز هذا الوضع الشلل والعصابات وباسم المقاومة والتدخل في شؤون الناس بطرق البلطجة والاستغلال والابتزاز!!
إن الاغتراب الني تعيشه الشرعية يقود إلى انعدام الأمن , والأمن يحتاج إلى قيادة حاضرة في الشارع بين الناس قيادة قوية صلبه .
إن ما يجري اليوم في عدن من تدهور امني يضرب مقار الدولة وأقسامها الرسمية في غياب الحكومة الشرعية الهاربة التي تخلت عن مسؤولياتها عن مواطنيها وتركتهم دون توفير الحد الأدنى لهم من الخدمات الأساسية حيث لا ماء ولا كهرباء ولا رواتب والأهم من ذلك كله لا أمن ولا استقرار .فالإرهاب يضرب في كل الاتجاهات ثم يختفي فترة ويثور مرة أخرى .. وأصبحت البلاد عامة وعدن خاصة تسودها العصابات والشلل والسرقة والسطو والتخريب .. وانعدام كلي للأمن والأمان .. وهم الحكومة فقط هو تهريب ملايين الدولارات إلى الخارج فأي دولة هذه ؟ وأي شرعية هذه ؟ التي تعيش في أبراج زجاجية وفنادق فاخرة وحياة مترفة وأحلام يقظة ..
فهل يستيقظ الحالمون من أحلامهم؟؟