جماعة الإصلاح، تعيش معنا منذ أمد بعيد؛ وكأنها عقاب سُلِّط علينا من عام «نوبل للإصلاح». ومنذ ذاك العام وقبله بكثير وهذه الجماعة لاتتقن سوى الفشل وهم يتقنونه بشكلٍ مدهش غير أنهم خلافًا للنظام الكونيُّ العظيم؛ ليسو مهددين بالإنقراض.
سنوات والإصلاح يسافرون بنا إلى النهايات؛ منذ 1994 مروراً بـ2011 وصولاً إلى اليوم على أنهم عندما كانوا في الساحات يتحدثون عن النظام والقانون واللوائح والدستور والثورة والفساد إلخ..... حتى بلغوا الوصول إلى الشجاع الأقرع موضحين بأنه لايحتفظ مع الفاسدين بأي علاقات جيدة وكعقاب إلهي يلاحق الفاسدون الأقرع إلى قبورهم.
لم نكن شعب فاسد بالطبع، غير أن ثورة2011م ولدت لنا الإصلاح من جديد، في يمن مابعد الثورة ومابعد الحرب- الذي تحول إلى قبرٍ كبير وشاءت الظروف أن تلاحقنا جماعة الإصلاح إلى قبورنا والمدارس ومكاتب التربية. وهم بالطبع- ليسوا شجعاناً، ولكنهم قــُرع.
حسناً، اللُّهم لا إعتراض على الأقدار، نحن فاسدون، وفلول وبقايا أنظمة سابقة، غير أنّه ليس من السهل على المرء أن يعترف ببساطة أنه شخص فاسد وفلول؛ وطالما وأن العقوبة ستكون في منح الإصلاح السلطة- سلطة الإستحواذ على مؤسسة الرئاسة وتجيير قرارات الرئيس لصالح جمعية أو حزب .. الله عادل؛ لكن هذا العقاب مُر.
عقاب أن تتولى جمعية الإصلاح إدارة شئون البلاد في عباءة الرئيس ومدير مكتبة وحتى أصغر فراش في الحزب- من حقهم المشاركة في السلطة بالطبع، ولكن ليس بإقصاء كل من لاينتمي لجمعية الإصلاح الإخوانية.
يـــــــارب، نتضرع إليك نحن الشعب المغلوب على أمرة؛ فيما بين سندان الحوثي ومطرقة الإصلاح، الشعب الفاسد والفلول وبقايا الأنظمة البائدة أن تشملنا بعفوك وترفع عنّا هؤلاء الأغبياء؛ نعلم أن ذنوبنا كثيرة وسيئة يمكننا رؤيتها حتى على وجوه هؤلاء القــُرع. هم عملنا السيء يا الله؛ نعرف هذا. غير أنك يا الله رحيمٌ ورؤفٌ بعبادك.
ونحن عبادك، فنسألك يا رحمن رحمةً؛ أو عذاباً أخف.
يـــــــارب
نعيش في قبرٍ كبير، وخلافًا للشعوب التي تتسلى بالرياضات الأخرى.
تسليتنا الوحيدة؛ هي بمشاهدة الإصلاح يؤدي مبارزة الديكة في طريقة إلى السلطة بالصراع على الكراسي.
وفي قبرنا الكبيـر هذا؛ حيث لا مكان لغير أعضاء جمعية الإصلاح؛
ولا للطموح، والخيال، ولا مكان للأحياء أيضًا، لا مبرر آخر غير
مكتب التربية والتعليم ، لتصارعنا ديكة الإصلاح علية.
الإصلاح هو الأقرع في هذا القبر الكبير وخلافاً لأقرع القبور، فأن أقرع الإصلاح يلاحقنا من مكتب إلى مكتب ومن إدارة إلى إدارة ومن قسم إلى قسم. وفي الوقت الذي تشهد فيه شبوة اجزاءً تحتلها مليشيات الحوثي الإنقلابية، تشهد السلطة مكاتباً تحاول مليشيا الإصلاح أيضاً إحتلالها وبتوجيهاتٍ رئاسية.
وكأنّ القبر الكبير يقول: إما الحوثي وإمّا الإصلاح، وإمّا عبده ربه الأقرع.
ولكن الله غالبٌ على أمرة، وسنتجاوز قريباً هؤلاء القُرع جميعهم؛ وإلى غير رجعة.
#عبـدالرحمن_المحضـار
الخميس/9/نوفمبـر2017م.