إخلاص الحسني بأي ذنب ذبحت ؟؟

2017-11-09 14:45

 

لك أن تتخيل ذلك المشهد المروع ،الذي يصور ذبح الشهيدة إخلاص الحسني ،من الوريد إلى الوريد ،على  أيدي مغول العصر ودواعش الهمجية، في ساحات مباني البحث الجنائي ،في خور مكسر، ولك أن تتخيل بشاعة تلك الجريمة النكراء التي تجاوزت جهل الكفرة ،حتى في العصر الجاهلي ،ولا في عصر الإسلام!!

وهنا نتذكر وصية سيدنا أبي بكر الصديق (كما تعلم من سيد المرسلين - ص) لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام بقوله :

( يا أيها الناس , قفوا أوصيكم بعشر فأحفظوها عني :

لا تخونوا ولا تغلوا , ولا تغدروا ولا تمثلو , ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا تقتلوا شيخا كبيرا ولا امرأة , ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه , ولا تقطعوا شجرة مثمرة , ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا , إلا لمأكله الخ.. )

وفي عدن تجاوزت حادثة ذبح الشهيدة الحسني كل صفات الجاهلية !!

يؤسفني أن أقول أن الكافر يصبح مثلا أعلى ودليل على أن هناك أقوام أحط من الكافرين .

تأملوا معي يادواعش العصر , كيف يقف أبو جهل المشرك الطاغية هذا الموقف عندما داهمت قريش منزل الرسول ( ص ) ليلا في مكة عندما رفض اقتحام المنزل ليلا وأمر بالانتظار حتى الصباح حتى لا يروع بنات محمد فتسبه العرب , فقال احدهم لأبي جهل : يا أبا الحكم هل نحن سنقتل محمدا ؟؟

قال : نعم , قال : فلم الانتظار حتى الصباح , لم لا نتسور عليه وندخل البيت ونقتله ونستريح ؟

فقال له أبو جهل : وتقول العرب أن أبا الحكم قد روع بنات محمد في بيتهن ؟

انه لسبة في العرب أن يتحدث أن تسورنا على بنات العم وهتكنا الحرمة , لا.. واللات ..لا تفعلوا !!

هذا مشهد عجيب يسجل لأبي جهل لا عليه.. رغم انه كافر و يكره الرسول ( ص ) ويحمل له اشد الحقد والبغض في قلبه إلا انه اشرف ألف مرة من دواعش العصر الذين يدعون الإسلام وهم يذبحون النساء ويغتصبون الحرائر، وانه لمن المعيب أن نقارنهم بابي جهل وهم لا يملكون ذرة شرفه و من رجولته ومرؤته .

والأشد غرابة في الأمر هو ما يجري اليوم في اليمن وآخرها حادثة البحث الجنائي في عدن , فالدواعش وأفعالهم الإجرامية قد تجاوزت جهل الكفرة في زمن الجاهلية !!

تأملوا يادواعش العصر كيف يقف أبو جهل المشرك الطاغية  خلف الباب ولا يتجرأ على دخول البيت لأنه يستحي أن يقال انه هتك الأستار وروع من في الدار؟؟

لقد كان عرب الجاهلية يتفاخرون بقيمهم ورجولتهم كإرث توارثوه عبر الأجيال رغم ما فيهم من عيوب وتعصب إلا أنهم كانوا يتمتعون بسمو الأخلاق ونبل المحتد ويخشون الانتقاص والحط من كرامتهم وشيمهم إذا جاؤوا بفعل ينكره المجتمع الجاهلي , فأين انتم من أولئك ياأشباه الرجال وانتم تنتحلون الإسلام كذبا وزورا وتقومون بذبح الحرائر المسلمات على أعتاب مباني البحث الجنائي في عدن ؟؟!!

أين انتم من أبي جهل الكافر الجاهلي ؟عندما ذهب إلى بيت سيدنا أبي بكر الصديق بحثا عن الرسول (ص) فوجد أسماء بنت أبي بكر فسألها عن مكان النبي وأبيها فلم تخبره بمكانهما فلطمها , ولكنه ندم وقال لرفيقه : لا تخبر أحدا من العرب أ ن أبا الحكم بن هشام لطم امرأة في غيبة وليها , فما بال دواعش العصر اليوم يذبحون ويغتصبون الحرائر جهارا نهارا؟؟ ,

أين انتم يا قرامطة العصر من أخلاق الجاهلية؟ ! لا نريد منكم سمات محمد (ص)، ولا صفات علي بن أبي طالب ،ولا أخلاق الحسين وخصاله ،فهي ليست في قواميسكم ،ولن تبلغوها!!

بل نريد منكم فقط أن ترتقوا إلى أخلاق الجاهلية الأولى ولكن هيهات أن أبا جهل كان يستحي ولديه قيم وشيم عربية ،حتى في زمن الجاهلية ،ولم يكن يجرؤ على لطم النساء ،فما بالكم بأفعالكم الشنيعة ،وانتم توثقون الحرائر، وتذبحونهن بالسكاكين !!!َ ؟

لقد كان أجدادنا في العهد القبلي القديم على بساطة فهمهم للدين اشرف وأحسن خلقا منكم والتزاما  في كل شيء وعندما كانت تنشب الحرب بينهم فيتقابلون في الجبال والوديان، في حروب القبائل القديمة، كانوا يفسحون الطريق للنساء اللاتي  كن يدخلن إلى وسط المعارك، يحملن الزاد والماء والرصاص، للطرفين المتحاربين، كل فريق من جهته، وكان الرجال يشاهدون النساء ،وهن يسعفن الجرحى، أو يوصلن المئونة     للمتحاربين، فلا تطلق عليهن النيران ،لان التعرض للنساء وقتلهن عار ما بعده عار لدى العرب في العرف القبلي، وهو ارث يضرب جذوره في أعماق التاريخ منذ العصر الجاهلي !!.

انه عار ما بعده عار ،ومسبة بين العرب ،عندما قام احد الدواعش القتلة الفجرة، بمناداة إخلاص الحسني ،أثناء احتدام المعركة ،فصدقته ولجأت إليه، ظنا منها انه من القوات التي أتت لإنقاذها فإذا به يستل سكينة ويذبحها بلا شفقة ولا رحمة وودمها لن يذهب هدرا ،و صدق الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي القائل:

كم يستغيث بنا المستعضفون وهم

قتلى وأسرى فما يهتز إنسان

لمثل هذا يبكي القلب من كمد

إن كان في القلب إسلام وإيمان