وجدت عِوَض العامري قبل فترة في عدن حينها كانت اثر الشضايا جلية في ملامحه ، اخبرني عن حالته الصحية وعن الشضايا التي مازالت تسكن جسدة ولم يستطيع الأطباء اخراجها ، اخبرني بأن صحته تتطلب السفر ولكنني لم اجد أي شيء حينها لمساعدته غير الشتم والسب للحكومة وكل القائمين على ملف الجرحى .
دبر عِوَض مبلغ للسفر وغادر إلى مصر وعالج ما أمكن علاجه أخذ مبالغ ( دين ) بحثا عن سلامته قال لي لست معول على احد بعد الله ، وكأن ثقته انتزعت من الكثير ، أكد اعتقادي صورة غلاف
" الواتس آب " حيث علق عبارة " من السهل أن تجد من تتحدث اليه لكن من الصعب أن تجد من تثق به " ، عِوَض اشجع الشجعان قصته طويلة لكنه باختصار جرى كالأسد نحو ذلك المجرم الذي انغمس بحزامه الناسف داخل مقر البحث الجنائي بعدن حيث امسك به قبل أن ينفجر وصنع من جسده جدار عازل لحماية ارواح زملائه .
بهذه الكلمات اريد أن اخبر روح عِوَض وأشلائه الممزقة وجسده المتناثر بأن الرئيس تكرم بقرار صرف لكل اسرة شهيد مليون ريال وكل جريح نصف مليون .
يا دنبوع لو تمنح عِوَض ورفاقه ملايين الدولارات لن تفيدهم اليوم في شيء ،ولو تمنح ابنائهم كنوز الارض لن تغنيهم عن رؤية والدهم أمامهم ولو دقائق معدودة ، أسلوبك الوقح يا هادي لن يمنحك محبة أسر الشهداء كنت سوف احترمك أن كنت امرت بعلاج الجرحى على حساب خزينة الدولة أو امرت بتسليح رجال الأمن وأمرت بصرف رواتبهم المتأخرة .
مازلت اتذكر جثث الجنود المتناثرة في مدرسة الدار وفي معسكر الصولبان وفي أماكن كثيرة والذي تكرم سيادته ومنحهم ارقام عسكرية بعد أن أصبحوا مجرد اشلاء متناثرة ، بينما الأحياء يموت مئات المرات يوميا وكأن هادي لا يصرف إلا لميت .
*- بقلم : عادل حمران