لماذا فشلنا في عدن ..ونجحت سنغافورة ؟؟ (الحلقة الثانية)

2017-11-01 04:40

لماذا فشلنا في عدن ..ونجحت سنغافورة ؟؟ (الحلقة الثانية)

 

استعمر الانجليز ماليزيا التي كانت سنغافورة جزءا منها في الفترة من عام ( 1945-1965م ) وكان العام الذي نالت فيه استقلالها حين فصلها الانجليز عن ماليزيا وانسحبت آخر القوات البريطانية منها عام ( 1971م) .

يبلغ اليوم عدد سكان سنغافورة 3,777,000 مليون نسمة , يشكل المسلمون نسبة 18% من السكان وهم خليط من : الملاويين , والصينيين , والعرب , والأوروبيين , والهنود .

وسنغافورة جزيرة فقيرة يملأها البعوض وتحولت إلى احد أقوى اقتصاديات العالم .

أصبح لي كوان يو رئيسا للوزراء عام 1959م بعد انتخابات ديمقراطية , وكانت لحظة فارقة عندما بكى فيها لي كوان يو عند استلامه الحكم .. ماذا يفعل في بلاد فقيرة تغمرها المستنقعات ويملأها البعوض ؟ ومساحتها لا تزيد عن 720كم مربعا , ولا يجمع شعبها لغة واحدة ولا قومية واحدة ؟ولا يوجد فيها ذهب ولا نفط للبيع , وكما يقولون إن المصائب قد تجلب العجائب ؟؟!!.

وقبل لي كوان يو التحدي ومعه كوكبة من أفضل الخبراء في البلاد للنهوض بسنغافورة عن طريق جلب الاستثمارات الأجنبية ودفع السنغافوريين للتعلم بأي وسيلة , وصرف النظر عن السياسة تماما , واستطاعت سنغافورة دخول صناعة بناء السفن , وهندسة المعادن والبترو كيماويات , والأدوات الكهربائية , واستثمرت فيها اكبر الشركات العالمية .. وبحلول التسعينيات أصبحت سنغافورة ثالث مركز لتكرير النفط في العالم وأصبح ميناء سنغافورة من أكثر موانئ العالم ازدحاما .

وكان الشعب عموما متعلما ويتحدث الانجليزية التي أصبحت لغة رسمية في البلاد , واستطاعت سنغافورة حل مشكلة المساكن العشوائية , وقامت بتسليم الأراضي للقطاع الخاص , مقابل تقديم خدمات راقية للسكان .

وبذلك امتلك 85% من السكان منازلهم الخاصة وانخفض معدل البطالة إلى 3% عام 1980م , وارتفع الناتج المحلي الإجمالي من 7 مليارات دولار عام 1960م إلى 360 مليار دولار عام 2016 , كما ارتفع دخل الفرد من 435 دولار إلى 80000 ألف دولار في الفترة نفسها !!

وقد تعرض لي كوان يو لانتقادات شديدة لإدارة حكمه الذي استمر 30 عاما بشكل مباشر في الفترة من عام ( 1960 – 1990 م ) ثم تسلم ابنه الحكم وفاز في انتخابات ديمقراطية عام 2004م , وهكذا كان لي كوان يو قد تحول إلى زعيم وطني مجتهد حول سنغافورة من مستنقع للبعوض إلى مركز عالمي تتطاول فيه ناطحات السحاب وينعدم فيه الفساد وناتجها المحلي اليوم يعادل ناتج ماليزيا التي تفوقها مساحة ب 450 ضعفا !!

 

فماذا فعلنا نحن أبناء الجنوب في عدن ؟؟

هذا ما سنتناوله في الحلقة الثالثة القادمة.

بقلم : د.علوي عمر بن فريد