خطاب مستفحل ينتزعك من مكانك بقوة لا تعرف كيف تواجهه مثله مثل حال واقع مستعصي مصاب بإنزيم مناعي رهيب .
إن تخطو خطوات للأمام بعين ثاقبة أكثر على رؤية كل افتراءات الواقع المفكك لتعود عشرات الخطوات للوراء , إن تقيس البُعد بينك وبين من حولك لترى المسافة مازالت للأسف الشديد فاجعة وشاسعة لن نعتبرها بمجرد خطاب مألوف أو بمجرد مقال عابر قادر على سرد كل تفاصيلها كي تنجو من اللعنات التي تحاصرك في كل لحظة .
أيمانك الوطني المنفرد بالاستمرار هو من يدفعك دائماً للبحث والتفتيش في الزوايا الأكثر ضيقة في حياة تتجلى لمن يبحث عنها .
أنت المثقل بأسئلة كثيرة , وأنت من يبحث عن طريق للنجاة وأنت في خضم الخطاب الثوري التحرري المهووس المتهم والضحية , وأنت من يجب أن يكون لريحانتك المرهقة دائماً وطنياً .
لا ارتقاء بدون طريق للصعود , ولا تحرير واستعادة الدولة والهوية بدون توحيد الكل في قائمة واحدة لا تفصل بعقلية رجل واحد ولا بقائمة اتهامات جاهزة أو بإلقاء الآخرين على شفاء ذاكرة وطن يئن تحت الاحتلال .
من يقول لهؤلاء الذين لا زالوا يتغنون بالتاريخ النضالي إن الثورة ليست حديثاً عابراً وإن الوطن المحتل لا يتحرر بمجرد أخبار انتقائية منافية لكل من يختلف معنا , من يخبر هؤلاء إن الشراكة السامية في زمن النضال السلمي التحرري دائماً لا تتصالح مع الخطيئة , لا تبتستر على قائمة أبدية في مكان محدد وحسب الرغبة السامية المشروطة .
من يخبر هؤلاء أنهم لو فكروا يوماً ما أن يقرأو رواية أو كتاب فكري يحكي كيفية سقوط قيصر روسيا أو الصراع حول الباستيل ؟
من يخبرهم إن الثورة ليست مضاداً أو سماً كبريتياً يتم حقن من يختلف معهم كي يختنق فيموت دون أن ينطق بكلمة أو جملة واحدة ؟
من يخبرهم أن الشراكة لا تعني الإقصاء , لا تعني العزف على ناي الكراهية ؟
إن لم نخبرهم كل ذلك لن نرى في يوماً ما إلا ونحن نحدث أنفسنا كما في السابق المرير شاءت الأقدار أن نكون هكذا .
لا نريد مزيداً من الخطايا , مزيداً من القبح الملصق اليوم بحراكنا السلمي . نحن نريد حراكنا وطنياً يتقاسم رغيفاً وحريتنا وكرامتنا المسلوبة دون أن نحتاج لوساطة احد .
هل نجد اليوم من يرى كل شراكة في العمل الوطني التحرري مدخل رئيسي وأساسي لمشروع وطني انقادي لكل القوى الوطنية الجنوبية على طول وعرض مساحة الجنوب في عمل جماعي قادر على النفاذ من أحلك الظروف التاريخية والصعود على متن بوابة فكرية نضالية خارجة من روح الفرد الواحد إلى آفاق أكثر رحبة يرى فيها الجنوبي نفسه وقد تحرر من كل هذه اللعنات المحيطة به .
أن الفاصل اليوم بين الماضي والحاضر وعلى صناع الماضي المؤلم وهم كثر أن يصنعون حاضراً للأجيال القادمة التي تناشدكم لرص الصفوف وتوحيد الكلمة والشروع الفوري دون تأجيل اليوم قبل الغد تشكيل قيادة موحدة انتم أركانها الأربعة خارجياً وركنها الخامس قائد الثورة الجنوبية الزعيم حسن احمد باعوم داخلياً فهل انتم فاعلون لصنع لوحة الوطن المفقود ؟؟؟؟
الخلاصة :- التفرقة هو تعزيز الاحتلال ولم الشمل هو الطريق الأوحد للاستقلال