لماذا هذه الحملات الظالمة على الضالع اليوم ..وعلى أبنائها؟
لماذا هذا الفرز العنصري ..والنفس المناطقي البغيض؟
لا تنسوا أن الضالع جنوبية وجزء لا يتجزأ منا ..!!
لا تنسوا أن الضالع قد قاتلت الاحتلال الحوثي – العفاشي ببسالة ..وهي أول منطقة جنوبية تحررت بسواعد أبنائها عام 2015م!!
إذا كانت هناك بعض الأخطاء لبعض الأفراد فلا نحمل الضالع تلك الأخطاء !!
إننا اليوم نمر بأقسى مرحلة تاريخية بكل إرهاصاتها وفيها يحاول البعض منا توزيع صكوك الوطنية ..وفي الوقت نفسه نبش المقابر وفحص الحمض النووي هل الضالع جنوبية أم شمالية ..وهذا تنكر فاضح لأصولنا وتاريخنا !!
وإذا اختلفنا مع فئة في الشمال اليمني أرادت أن تحكم بالسلالية أو العنصرية القبلية الزيدية ليس معنى ذلك أن نتنكر لهويتنا فنحن شركاء في الهوية والتاريخ !!
إن من ساقونا إلى الوحدة وزجوا بنا في اتونها كانوا في فورة حماسية ومحاولة رجوع عن أخطاء الماضي البغيض للتكفير عن تجاربهم الماركسية الفاشلة !!
واليوم لسنا بصدد محاسبتهم ..خاصة والبعض منهم في ذمة الله فخالقنا جميعا هو وحده من يقرر عقابهم أو الصفح عنهم !!
إلى متى ونحن نستجر مآسي الماضي ونقلب المواجع ضد بعضنا البعض ؟
هل هي لعنة الحزبية ..أم المناطقية..أم القبلية التي تلاحقنا ؟
هل هو عجزنا في مواجهة واقعنا ..وإلقاء التهم على كاهل التاريخ المثقل بجراحاتنا ؟
إنني اشك أن تقوم لنا قائمة ونحن لا زلنا نعيش حالات من الانحدار والسقوط العنصري وتوزيع الاتهامات ضد بعضنا البعض !!
وما دمنا ونحن لا زلنا نتردى كلما حاولنا النهوض ونسقط في هذه الأوحال لن نستطيع أن نبني وطنا أضعناه اسمه الجنوب العربي !!!
لقد كان الرواد الأوائل من الأمراء والسلاطين والشيوخ أكثر حكمة وشجاعة ووطنية منا عندما أسسوا "اتحاد الجنوب العربي "في فبراير عام 1959م!!
كانوا أكثر وطنية وواقعية منا رغم تشرذم الجنوب آنذاك إلى أكثر من 22 إمارة وسلطنة ..ولكنهم جمعوا معظمها في كيان واحد بالتراضي !!
وعجزنا اليوم وفي عام 2017م أن نتفاهم في 6 محافظات!!؟
كان أسلافنا يعملون معا و بدون شعارات ولا ضجيج ولا أجندات خارجية ويتفهمون هواجس جيرانهم في الجزيرة العربية والخليج العربي !!
مرجعهم وطنيتهم وضمائرهم حين تعاملوا مع محيطهم ومع بعضهم البعض كشركاء في وطن واحد وتجمعهم مصلحة واحدة!!
كان المواطن يقف أمام السلطان أو الأمير ويصرخ بأعلى صوته دون خوف وينتقده ..بل ويتهكم عليه ويسخر منه أمام الملا!!
وانأ واحد من الشباب آنذاك المغرر بالشعارات الناصرية!!
وجاء من بعدهم حكم أم الصبيان وأبناؤها المراهقين ..فكان الحصاد مرا ولا زلنا ندفع ثمن حكمهم وأصبح شعبنا مشردا في المنافي أو ينكل به داخل وطنه !!
إن واجبنا اليوم أن لا نجرم بعضنا البعض وعلينا الاعتراف بأخطائنا..وأن لا نمنح صكوك الغفران لأحد ..أو نبرئ احد مما جرى للجنوب ..فكلنا أخطأنا في حق بعضنا البعض وقد لعب أعداؤنا على أخطائنا تلك ولازالوا .. فقسمونا إلى مربعات صغيرة بائسة تقاتل بعضها البعض حتى تشرذمت جموعنا وتصدع كياننا الجنوب العربي "
فتوزعت ولاء آتنا ..وتعددت منابرنا وأصبحنا مطية للآخرين ..ونقاتل بعضنا البعض !!
وأخيرا أقول إن علتنا منا وفينا ودواؤنا بأيدينا ..
فهل يأتي اليوم الذي نرتقي بأفكارنا ونتسامح ونؤد أحلامنا المريضة ..التي ستوردنا الهلاك وإضاعة الوطن من جديد!!