في محراب بامعلم

2013-03-14 16:42
في محراب بامعلم
شبوة برس- خاص المكلا

 

في محراب بامعلم

 

سلسلة مقالات:

مقدساتنا الحضرمية

 

الشيخ أحمد بامعلم

بقلم/ سالم عمر مسهور

 

ميثوس هو الأسطورة بلغة أهل اليونان .. في زمن فيبروس .. في توقيت ميلاد الحوت العظيم .. حيث الساحل كانت بضاعتهم القرنفل وكثير من حجر الزمرد .. هذا فيبروس .. هذه حكاية فبراير ..

شهر النصر ..

وبوابة الفتح العظيمة ...

ثمة ما يأتي من بين أوجاعنا ..

من بين أحلامنا ..

حتى من بين أحزاننا ..

هكذا هي أقدارهم وأقدارنا ..

من تلك البلاد البعيدة الباردة ..

في أدنبره .. كان بطلاً .. رمزاً .. خالداً ..

هناك في اسكتلندا .. حيث الصيف شتاء .. والشتاء جمود .. خرج وليام .. شاهراً سيفاً ..

وقلباً ..

وأرواح سبع ..

هناك كان حيث تّخلقت البطولة .. بالشجاعة والحكمة والفحولة ..

والاس ..

هو الشوكة في حنجرة الانجليز ..

والاس ..

كان صعباً في كل شيء من المهد الأول إلى الموت تمزيقاً .. سماه الأمريكان .. القلب الشجاع ..

وسماه الانجليز .. الخائن الأعظم ..

هكذا يكتب التاريخ عن العظماء المجد .. والبطولة ..

 

في موطن عاد الأولى ..

حيث الاحقاف ..

حيث الأسطورة القديمة ..

والبيوت العتيقة ..

هناك .. على أرض شديدة الحرارة .. كان هو .. وكان القدماء ..

 من محرابهم ..

من تلاواتهم ..

تراتيلهم ..

من حداهم .. خرج ثائراً .. وثائراً ..

تلبسته أرواح الحقيقة .. الكرامة .. الانتماء .. العقيدة .. السيادة .. القيادة .. البطولة .. سبعة من الأرواح احتملت الجسد الداكن بأوجاع السنين الماضيات .. لا معطيات لغير أوجاع السنين الماضيات ..

سبعة من الأرواح .. اختلطت .. انفعلت ..

فإذا هي روح من الثورة .. والثورة نار ..

هو ذا .. خرج من المحراب .. نظر إلى الأفق .. هنا محطة للحرب .. ومحطة للسلام .. وأخرى للحكمة ..

أعاد النظر إلى الأفق .. فإذا هي الشمس على قيد رمح ..

والريح تأتي من المحيط الأزرق ..

تأمل في بلاء الناس .. وكساء الناس .. ومهانة الناس ..

رفع رأسه إلى الشمس أخرى بعد الأولى ..

أخرج السيف واللهب من أجل الحياة ..

من أجل الثورة .. والثورة نار ..

هو .. أحمد بامعلم ..

وهو المعلم .. في المكلا ..

حاضرة الوطن ..

قائد على جموع العسكر ..

هذا هو ميدان المعركة العظيمة ..

هنا الملحمة ..

وهنا المكلا ..

حدد موعد الثورة .. وموعد المعركة .. وامتثل العسكر .. فلا مكان هذا الصبح لغيرها .. السيادة والسيادة ..

رفعت الأعلام حتى غابت عن البلاد نور الشمس العالية ..

أمسك بالجمرة الملتهبة .. ألقاها على الغزاة القادمين من الشمال .. العيون حُمر كالجمر .. والجمر من نار .. والثورة ذاتها من نار ..

غضب فغضبت حجارة الأرض ..

ثار فثارت الحياة فلا مكان عند الغضب لغير الحياة ..

أمور عديدة .. تحتملها الملحمة .. مهمات وأيضاً معجزات .. أقدار الرجال أن يضعوا أرواحهم على أكفهم .. سمراء هي معاصمهم .. حمراء هي عيونهم ..

الغزاة منهم يفرون ..

إلى الشمال .. إلى الشمال ..

وإلى النهاية الأخيرة ..

لا فرار من ثورة بامعلم إلا إلى الموت ..

 

حرية .. دم .. حكمة

 

هكذا ينتهي أمر البطولة .. وأمر الملحمة .. فداء لوطن .. وحكمة لأبناء الوطن .. بعدها يأتي من كل الوادي الحضرمي العتيق .. كل الرجال .. كل النساء .. كل الصغار .. كل الحياة تضع على جبين أبا هاني قبلة الوفاء .. وترفع الابتهالات إلى رب السماء .. 

وليعد صاحب الملحمة العظيمة .. إلى محرابه المقدس ..